لم يكن خافيا على احد،طبيعة العلاقة التي تربط معظم وعاظ السلاطين وولاة الامر ،من المكون السني بالتنظيمات الارهابية ،التي تملا الساحة العالمية ،بدءا من الوهابية مرورا بالقاعدة وانتهاءا بداعش او ما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية،رغم كل اثام واجرام هذه الشراذم.
وطبيعة العلاقة بين هذه الاطراف ترتبط بالوضع السياسي ودورة الحكم ومقاليد الامور،فهي"اي التنظيمات الارهابية" تختفي كليا في البيئات المشابهة لطبيعتها...وتتكاثر وتتمدد وتنفث سمومها في البيئات التي تختلف معها،الاسوء ليس اجرام هذه التنظيمات بل هو وقوف البعض من ابناء المكون السني جنبا الى جنب مع القتلة والمجرمين دون ان يكون لهم قرار او موقف انساني يتماشى مع الموقف البشري والفطرة الانسانية.
ومع كل جرائم التنظيمات الارهابية التي تنتمي الى المكون السني فان بعض رجال الدين او اصحاب القرار يرتبطون بعلاقة مع هذه التنظيمات تصل حد الاعلان والمجاهرة بدعم هذه التنظيمات والدفاع عنها واستعداده للتفاوض معها لتقليل جرائمها او ابعاد شرها.
وقد يكون عبد الملك السعدي اسوء كل نماذج المتحالفين مع الدواعش فهو لم يخفي ارتباطه بهذه التنظيمات الارهابية ولم يعلن براءته عن جرائمهم التي يحتقرها حتى الحيوان وينبذها كل ابناء الانسانية حتى ان الامر لم يقتصر على طائفة او مكون معين.
الاسوء ان عبد الملك يستبيح دماء ابناء جلدته وتموت حميته وتتلاشى غيرته امام جرائم الدواعش في الرمادي وصلاح الدين والموصل ليس لانهم روافض يتجاهر السعدي بالعداء لهم بل لانه يعتقد ان قتل ابناء المكون السني يعطيه الفرصة الكاملة للحصول على ما لم يحصل عليه من مناصب واموال وحكم في العراق.
اذا الاولوية عند عبد الملك السلطة وليس الدماء والاعراض التي تنتهك والارواح التي تزهق من ابناء العشائر في الرمادي وفي ناحية العلم وفي بيجي وفي الموصل،الغريب في الامر ان عبد الملك يعلم ان تلك الارواح وتلك الدماء هي دماء ابناء البو نمر وابناء القبائل والعشائر الكريمة الاخرى الرافضة لمنهج داعش ومن يقف الى جانبهم.
ان ما طرحه عبد الملك من استعداده للتفاوض واقناع داعش لوقف القتال في العراق اعتراف صريح بعلاقة هذا الرجل بالتنظيم الارهابي وتبنيه لمواقفهم التي تدعوا لقتل ابناء الاكثرية واذلاء ابناء الاقلية حتى ينصاعوا لرغباتهم واجرامهم وهو امر ليس جديدا فالجميع يتذكر موقف السعدي من ساحات التحريض والتظاهر وكيف انه وقف الى جانبهم في الانبار رغم اعترافهم بانتمائهم الى تنظيم القاعدة الارهابي .
قد لا يعلم السعدي ان ورقته احترقت في اللحظة التي اختزل اسمه بمكون معين ومطالبه بقتل ابناء الاكثرية والتشكيك بانتمائهم ووطنيتهم ،كما ان اي محاولة لتلميع صورته ليست لها اي فائدة خاصة اذا جاء التلميع من التقرب الى داعش الارهاب والاجرام.
https://telegram.me/buratha