بعد سقوط أي نظام حاكم، في بلد ما تنتقل السلطة ومقاليد الحكم، الى أبناء الشعب المظلومين والمضطهدين، الذين كانوا يعانون الأمرين، جراء نظام الحكم السابق. بعد سقوط نظام صدام ألبعثي، هرب أيتامه واللقطاء، خوفا من بطش الشعب، وانتقامه واخذ القصاص منهم.
تعرض شعبنا على مدى خمس وثلاثون سنة، من حكم البعث، الى أبشع أنواع الظلم والاضطهاد، من سجون، ومقابر جماعية، وتغييب واعتداء على المقدسات والحرمات، والى حروب مع دول الجوار. دفع ثمنها شعبنا شباب العراق، حيث زجوا في محارق الحرب، إرضاء لغرور القائد الضرورة، المتمسك بالسلطة. ناهيك عن ثروات البلد التي استنزفتها الحروب.
فضلا لا عن النهج، الذي كان يسلكه كبير العبثية صدام حسين، في عسكرة المجتمع العراقي، ليكون شعب لا يؤمن إلا بالقائد الضرورة.
بعد التغيير في عام،" 2003" غاب عن أنظارنا، كل جلاد من أيتام، النظام السابق، ومؤسساته القمعية، وجهازه البعثي، بين هارب خارج العراق، أو غائب الأنظار.
ما إن بدأ تشكيل مؤسسات الدولة الجديدة، وإذا بأيتام صدام، عادوا هذه المرة، بثوب جديد. دخلوا مؤسسات الدولة الحديثة، لتشكيل دولة عميقة، داخل النظام الجديد، لينخروا مؤسسات الدولة، من الأعماق ليفشل التغيير. لقد كان هذا واضح في كثير من مؤسسات الدولة، من خلال الأداء الأمني الفاشل، والفساد الإداري المستشري، الذي أصبح ظاهرة، تكاد تكون عامة. لنقول أن التغيير قد فشل ورجال التغيير فاشلين. بل إن الدولة العميقة، هي التي تقود كل ذلك، ونحن لا نكاد نفقه شيء.
https://telegram.me/buratha