...وانطلقت مسيرة الاربعين الحسينيّة المليونيّة مرة اخرى هذا العام ( للهجرة) قاصدةً مثوى الشهيد بن الشهيد في كربلاء المقدسة سيد الشهداء الامام الحسين السبط بن علي بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) عليهم السلام.
انها مسيرة العهد والولاء، مسيرة التولّي والتبرّي، مسيرة المودّة، مسيرة السّلام والمحبّة، مسيرة الطاعة والانصهار والذوبان في قيم الامام الحسين (ع) ومبادئه واهدافه وشعاراته، تحمل الكثير من المعاني السامية والدروس العظيمة والتجارب القيّمة والخبرة المتراكمة التي ان عمل المشاركون على تدوينها وتسجيلها لاصبحت احد اعظم تجارب الانسانية وخاصة تجارب منظمات المجتمع المدني في كل جوانبها، ولذلك اقترح:
الف؛ ان يسجّل كل واحد من المشاركين تجاربه الخاصة او التي يراها ويصادفها في طريقه، فصاحب الموكب يسجل تجاربه، وموزع الطعام والشراب يسجل تجاربه والمرأة تسجل تجاربها والرجل والكبير والصغير وكل واحدٍ يسجّل تجاربه وما سيتعلّمه من هذه المسيرة العظيمة من دروس وعبر وخبرة وتجارب.
ليسجّل كلّ واحدٍ مشاعره وهو في وسط هذه الحشود المليونية، لتكون وثيقة لابنائه وأحفاده، صور حية تنبض بالحياة والأحاسيس والمشاعر والعاطفة.
ولا ينسى علماء الدين كذلك ان يسجّلوا تجاربهم ومشاهداتهم في هذه المسيرة، الأسئلة التي يطرحه عليهم زوار الحسين السبط عليه السلام والملاحظات التي يمرون عليها وغير ذلك.
باء؛ الاعلاميون، الأدباء، اصحاب الاقلام، الفنانون، عليهم كذلك ان يكتبوا مشاهداتهم ويدوّنونها ليحوّلوها فيما بعد الى مقالات ومسلسلات وكتب وافلام وقصائد ولوحات وغير ذلك.
لتكن المسيرة، وليكن الموسم، فرصة تاريخية لإطلاق حملة إعلامية عالمية على يد كل واحدٍ من المشاركين، فلو ان كل واحدٍ منهم اطلق حرفاً لملأنا الافاق صرخة حسينية عظيمة يسمعها العالم اجمع.
جيم؛ المصوّرون، سواء الهواة منهم او المهنيون، عليهم ان يسجّلوا المسيرة بصور متميزة تحكي درسا أو عظة او ملحمة او ما أشبه، ليحوّلوها فيما بعد الى آلبومات ومعارض صور وغير ذلك.
دال؛ لينقل كل واحد من الزوار بثا حيّا على الهواء مباشرة للمسيرة لواحد او اكثر من أصدقائه، خاصة المشاركين الذين ياتون من دول العالم المختلفة، فان النقل الحي الشخصي له اثرٌ فعال جداً في المتلقي اكثر حتى من البث الحي المباشر الذي تنقله الفضائيات، جزاها الله تعالى خير الجزاء.
هاء؛ الاهتمام بتسجيل دور الأطفال في المسيرة بشكل خاص، طريقة تفاعلهم مع المسيرة، كلامهم، مشاعرهم، مشاركاتهم، وغير ذلك.
واو؛ الاهتمام بنقل مشاهد إقامة الصلوات الواجبة جماعة على طول طرق المسيرة المليونية، لإظهار عظمة هذا التمازج والانصهار بين الهدف الاسمى الذي ضحى من اجله سيد شباب أهل الجنة عليه السلام وبين ما يرمي اليه أنصاره اليوم.
زاء؛ الاهتمام بتسجيل وتوثيق الصور الانسانية العظيمة التي تزخر بها هذه المسيرة الحسينية، مثل حسن الادارة والتعاون والصبر والصفح والهدوء والوقار والسكينة وحسن الخلق والإيثار والنظافة.
حاء؛ نقطة تربوية وتعليمية في غاية الأهمية، الا وهي: ان يهتم المعنيون في رسم السياسات التربوية والتعليمية في البلد، سواء في المؤسسات التعليمية الرسمية الحكومية او شبه الحكومية او غير الحكومية، الى اعتماد المسيرة، الدروس والصور والخبرة والمشاهدات وغير ذلك، في المناهج التعليمية، فهي مادة تعليمية وتربوية دسمة جداً وغنية وثرية.
ان التدوين علم ينبغي ان نوظّفه في حياتنا اليومية، فلنبدأ من مسيرة الاربعين، فسيساعدنا ذلك على؛
/ توثيق المسيرة.
/ المساهمة في تطويرها وترشيدها عاماً بعد عام.
/ اعتبارها مدرسة نتعلم منها الكثير من الدروس والتجارب والخبرة، خاصة على صعيد العلاقات العامة والإدارة.
/ وبالتدوين يمكّننا ان ننقل مقترحاتنا واراءنا وأفكارنا للمعنييّن خاصة في العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية.
/ فضلا عن كل ذلك، فان للتدوين دور في تطوير مهاراتنا الشخصية، في فن الكتابة والتسجيل والانتباه الى ما يمر أمامنا من ظواهر ومظاهر وصور، وفي فن التقييم والتطوير والنقد وغير ذلك.
كما انه يعلّمنا على البحث العلمي المعتمد على الاستبيان والمسح الميداني والاحصاء والمشاهدات المباشرة بالعين المجردة.
/ كما ان للتدوين دور في نقل الصورة الحقيقية لما يقوم به ويفعله الانسان في حياته، انه يساهم في تغيير الصور النمطيّة التي التقطتها آذان الآخرين عنا، خاصة ممن أخذ من اعدائنا ومبغضينا، فلقد أدى تدوين الداعية الاميركي الاسود (مالكوم إِكس) مشاهداته للحج عام ونشرها والحديث عنها في الولايات المتحدة الأميركية الى تغيير الكثير من الصور النمطيّة التي كانت عالقة ليس فقط في ذهن غير المسلمين بل حتى في ذهن المسلمين انفسهم، خاصة الزنوج، الذين تشبّعوا وقتها بالعنصرية باسم الاسلام كردِّ فعلٍ على عنصرية البيض، فكتب يقول [في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها].
ان للتدوين الشخصي اثرٌ كبيرٌ بل عظيمٌ في التأثير على سيرة حياة الانسان، سواء المدوِّن او الذي يقرأ المدوّنة، انها تشبه الى حد كبير فكرة تدوين المذكرات الشخصية، والتي لها الأثر الكبير في التأثير على المتلقي.
https://telegram.me/buratha