بدات الحشود المليونية رحلت المسير الى قبلة العشق الحسيني السرمدي حيث مثوى ابي الاحرار واهل بيته وصحبه الكرام في كربلاء المقدسة،دون وجل او خوف او تردد في صورة كونية فريدة توضحت معالمها اكثر فاكثر واتسعت دائرتها ،لتغطي كل مساحة العراق من الشمال الى الجنوب وعلى مدار ايام واسابيع،في لوحة ألاهية عجيبة تتكرر كل عام في كربلاء فقط وليس في اي مدينة اخرى في العالم.
الغريب في هذه المسيرة المليونية الفريدة في العالم انها تتكرر كل عام،وبإطار اوسع ومشاركة اكثر،حتى ان تساقط الارقام القياسية في العدد والانفاق والمواكب والدول المشاركة بات امرا طبيعا ولا تمثل ظاهرة مفاجئة كما هو حال الارقام القياسية التي يتم تسجيلها من قبل الرياضيين والهواة والمغامرين.
ومع ان مسيرة العشق الحسيني،حيث تجديد العهد مع سيد الشهداء ومع اهل بيته وصحبة،وحيث الارتواء من منبع القيم والمبادئ والتضحية التي سطرها الامام الحسين في ثورته ضد الظلم والطغيان،وحيث المواساة لنبي الرحمة محمد المصطفى وعلي المرتضى ولفاطمة الزهراء،قد انبثقت بصورتها الحالية بعد سقوط نظام البعث الصدامي الا انها بدات وكانها مارد في طريقه الى تغيير مشرق الشمس،وامتدت لتصل الى عنان السماء مع كل التحديات الامنية التي ولدت مع ولادت هذه المسيرة الكونية.
ان ميزة الزيارة الاربعينية هي انها والارهاب والاستهداف ولدا وكانهما متلازمتان منذ اللحظة الاولى حتى ان مسمى هذا الزيارة لن يكون براقا ومحببا اذا لم يكن ممزوجا بطعم الشهادة والتضحية...والادلة على هذا المعنى تبدا من زيارة جابر بن عبد الله الانصاري كاول زائر لقبر الحسين واهل بيته عندما قال لغلام معه اذهب واتنا بخبر هذه "السوادة" فان كانوا من اصحاب عمر بن سعد فارجع الينا لعلنا نلجا الى ملجا..... مرورا بالعباسيين والمتوكل والطغاة والزنادقة وانتهاءا بالبعث واذنابه واتباعه الصداميين والدواعش القذرين.
ان مسيرة الاربعين مسيرة ألاهية كونية بشرت بها عقيلة الطالبين عندما خاطبت يزيد..كد كيدك واسعى سعيك فوا لله لن تمحوا ذكرنا ولن تميت وحينا..واكد هذا المعنى الامام علي ابن الحسين عندما سر عمته قائلا ..ابشري عمه سينصب بهذا الطف علم كلما اجتهد ائمة الجور واشياع الكفر على محو اثره فلا يزداد الا ارتفاعا ولا يزدادون الا انطماسا وانتكاسا.
ان زيارة هذه السنة ربما تختلف عن الممارسات والزيارات التي احياها محبي اهل البيت في العراق وفي العالم لانها تتزامن مع اعتى هجمة ارهابية يتعرض لها اتباع اهل البيت من قبل النواصب واتباع المذهب التكفيري والدواعش الا انها زيارة مختلفة كليا وستكون انفجارية ،لن يتردد القادة ان يكونوا في مقدمة الساعين وكما هو منهجهم في كل عام ولن يتراجع الرجال والاطفال والنساء والشيوخ والعجزة والمرضى من المشاركة وتقديم حق العزاء والمواساة.
ان من علو الشرف والايمان ان يشارك المرء في مسيرة الاربعين فهي مع انها من علامات المؤمن فانها ايضا تمثل مواساة لال البيت الاطهار الذين رجعوا من الشام الى كربلاء بعد رحلة للسبي والكفاح والمقاومة تكللت بالنصر على اعتى طغاة ذلك الزمان... وهي شرف لا يناله الاذو حظ عظيم.. ولهذا فقد نجد من يحيي هذه الشعيرة المقدسة في كل عام وكانها دين يجب الوفاء به او عقد يجب الالتزام به وتنفيذه.
https://telegram.me/buratha