عندما إتفقنا في 24/11/2014 كان ذلك مجرد كسر الجليد وخطوة أولى لإعادة بناء الثقة فقدمت الحكومة 500 مليون دولار كسلفة وبالمقابل وضع الإقليم 150 الف برميل ن/ ي تحت تصرف الحكومة للتصدير عبر الموانيء التركية.. وبالفعل أوفى الطرفان بتعهداتهما وزار السيد برزاني بغداد في اجواء مريحة من الوحدة الوطنية حيث اتفقنا ان نعالج الملف السريع المتعلق بالموازنة الذي لا يتحمل التأخير لكي لا تبقى البلاد بدون موازنة كعام 2014. اما بقية الملفات كالاستحقاقات المتبادلة السابقة وكميات النفط المنتج والصادرات وآليات العمل المشترك الخ، وقبل يومين تم الاتفاق على الوصول الى حلول نهائية وعادلة ودستورية خلال فترة لا تزيد على 6 أشهر لمعالجة الأمور الاكثر تعقيدا.
اما فيما يخص الترتيبات اللازمة للاتفاق حول متطلبات الموازنة كأمر عاجل، فلقد تم الاتفاق على 250 الف برميل يضعها الإقليم من إنتاجه لتصدر الى الخارج، وان تستخدم خطوط أنابيب الاقليم لتصدير 300 الف برميل من نفط كركوك. وبالفعل كلفت فرق العمل منذ صباح اليوم لاستكمال الاعمال لربط الشبكات والتي من المؤمل ان تصبح فاعلة خلال عدة أسابيع، ان سار كل شيء على ما يرام. ويعني هذا الاتفاق ان 550 الف برميل يوميا ستضاف للصادرات العراقية وهذا يعني اكثر من 14.5 مليار دولار ستدخل الى الموازنة في عام 2015، ذلك ان احتسبنا ذلك بسعر 70 دولارا للبرميل. وان الفائدة ستزداد ان ارتفعت الكميات المصدرة سواء المتأتية من الاقليم او من كركوك او حصل ارتفاع في أسعار النفط.
بل ستتعاظم المنافع المشتركة في امور كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.. وهذا ما ساعد على إنهاء كل مستلزمات أعداد الموازنة والعودة الى حالة طبيعية نتوقع انها ستساعد على تمرير الموازنة، خلافا لعام 2014 وتداعياته. وللمقارنة فان صادراتنا في 2014 لم تتجاوز 2.3 مليون برميل، بمعدل سعر سيدور حوالي 100 دولار، اي 230 مليون دولارا في اليوم كواردات اتحادية.. اما الان فان تعززت اتجاهات التعاون فان صادرات العراق قد قدرت في الموازنة 3.3 مليون برميل يوميا، ومع افتراض سعر 70 دولارا للبرميل فان الوارد اليومي سيكون 231 مليون دولار يوميا، فهل خطونا خطوة جدية للإمام لمصلحة العراق وكل العراقيين.. ام سنستمر في التعيش على الأزمات لنخرج جميعا خاسرين بدل ان نخرج جميعا رابحين؟
https://telegram.me/buratha