تعرض شعبنا العراقي لأعتى، مظاهر الإرهاب التكفيري في العصر، من عمليات القتل والتنكيل والتهجير، من زمر وعصابات القاعدة، كانت تستهدف الشيعة بصورة خاصة والشعب العراقي عامة، برعاية من دول داعمة للإرهاب، هدفها قتل عملية التغيير، التي حصلت بعد عام 2003.
جاءت التنظيمات الإرهابية داعش، لتكمل دورها تجاه شعبنا، بالسيطرة على الموصل في عملية سريعة ومباغتة، إنهارت على أثرها قطعات الجيش الموجودة في الموصل.
لم يكن بإمكان قوات الجيش، الوقوف أمام عصابات داعش، المنظمة والمجهزة بالأسلحة المتنوعة، الأمر الذي دعا المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، الى أن يفتي بفتوى "الجهاد الواجب الكفائي".
بناء على تلك الفتوى تشكلت قوات الحشد الشعبي، للدفاع عن الأرض والعرض، دون أي يكون لحكومة المالكي،أي علاقة بتشكيلها بل تشكلت بقرار مرجعي واضح، لقي إستجابة منقطعة النظير شعبيا. إنطلقت قوات الحشد الشعبي، للدفاع عن مقدسات العراق أرضا وشعبا، من رجال وشباب وشيوخ، تركوا خلفهم الأهل، ليلبوا نداء المرجعية الرشيدة. كان بعضهم لا يملك قوت يوم واحد لعائلته، كان بعضهم يقترض لعائلته ليعيلهم، ويذهب هو ليقاتل داعش.
كانت فتوى الجهاد، لحماية كل العراق، لم تكن لحماية ارض الجنوب أو الوسط، بل جاءت بعد سقوط الموصل، بأيدي داعش الموصل ذات المكون السني، حتى قال بعض من غرتهم أنفسهم، أن داعش أفضل من الحكومة، لماذا هل لانتهاك الأعراض؟ أم لأخذ النساء والأطفال، أسرى وقتل الرجال.
تعرض الشيعة، بعد عام 2003 لأبشع عمليات القتل والتفجير والتهجير، كان في بغداد وحدها أكثر من خمس عشرة سيارة، مفخخة تنفجر لقتل الشيعة في مناطقهم، غير العبوات والمسدسات الكاتمة، كل ذلك لم يجعل المرجعية الرشيدة، تطلق "الجهاد الواجب الكفائي" بل كانت الفتوى، بعد أن سقطت الموصل، كان هدف المرجعية حماية الشعب بكل الوانه، لم تكن لحماية لون واحد أو قومية.
برجال بذلوا أنفسهم لحماية الوطن، مضحين بالغالي والنفيس، ليحققوا الانتصارات على داعش، في آمرلي وجرف النصر وديالى وسامراء، مع قوات الجيش العراقي، وهي تتقدم نحو الموصل، مسطرين أروع صور التضحية والفداء، في قتال داعش لتطهير الأرض، قاطعين الطريق أمام كل من راهن على عملية التغيير، والنيل من العراق.
كانت فتوى الجهاد صاعقة، على رؤوس كل من عمل على جر البلد، نحو مخططات طائفية للتقسيم، كان لهم رجال الحشد الشعبي، بكل بسالة وتضحية، مسطرين أروع صور التضحية والفداء، بدمائهم الزاكية، على صفحات التاريخ، معلنين للأعداء، أن العراق فيه رجال، لا يقاتل عنهم احد في تطهير أرضيهم، من أرجاس داعش مخيبين كل تلك المخططات، نحو عودة الجيش الأمريكي، أو غيره مفوتين الفرصة عليهم، في التدخل بالسيادة العراقية.
https://telegram.me/buratha