المقالات

العنصر غير مُتاح في بلدك..!

1464 2014-12-17

عــلي الغــراوي

لا يعني الإنفتاح على العالم سبيلاً لإنتعاشة دائمة؛ فهنالك عناصر لابد من توفرها حتى تتحقق أحلامنا في العيش بِسلام دائم، وتنتقل بنا من أضغاث إلى واقع سليم.

عناصر توفرت في كثير من بلدان العالم، لم تتوفر على أرضنا منذ عقود من الزمن، ولم نلمسها حتى هذه اللحظة؛ لِتكون بِمثابة حلم يُدعب مخيلنا في تحقيقها على أرضنا التي تعاني فقدانها.

لم نشهد يوماً لإنفجار سيارة مُلغمة في بروكسل، أو باريس، أو أمستردام، لكن للمُفخخات مسلسلٌ درامي في مُدننا، لذا فالأمن متوفرٌ في هذه العواصم، لكنه غير مُتاحاً في مدننا إطلاقا، وغابت صناعته في أغلب الحكومات التي حكمت البلد.

لم نتوقع أن هنالك وحوش بشرية ستظهر في اللاحق.. أكثر وحشية، ودمويةً من طواغيت الأزمنة السابقة من ناحري الرقاب، فظهرت داعش، كعنصراً مُتاحاً في بلدنا؛ لكنه غير مُتاح في بلدان أخرى!

لم نعرف لسخرية الزمن ماهية حقوق الإنسان؛ هل هي نوع من أنواع الأطعمة، أو الشراب، أو كائن مختلف تماماً عن الكائنات الأخرى؟! لكن وجدناها عنصراً مُتاحاً في عديد من الدول، لكنها في بلدنا، تغيرت إلى عقوق، وأصبحت غير مُتاحةً إطلاقاً!

لم تكن النزاهة في بلدنا حجر عثرة في طريق الفاسدين؛ فهي عنصر غير مُتاحاً على حكومتنا، لكنه متوفراً في حكومات أخرى، وضع فيها البرلماني الفاسد في" حاوية النفايات" مع عقوبات قضائية مترتبة عليه، لإرتكابه فعل غير نزيه.

عرف الفضائيين في أغلب دول العالم؛ أولئك الذين وصلوا القمر، كالأميركي آرمسترونغ، والبريطاني تيم بيك، لكن هذا المصطلح؛ لم يعد سوى كناية يتصف بها الفاسدين في مؤسساتِ.. بُنيت على أرقام وهمية، ومؤشرات فاسدة مرتفعة، لذا يكون القصاص بالسُراق عنصراً مُتاحاً في بلدان أخرى، لكنه غير متاحاً في بلدنا.

في أغلب الدول؛ وجدنا الإخلاص في العمل مُتاحاً في مدنهم(زرق ورق) لكنه غير مُتاحاً في مدننا العشوائية، وشوارعنا التي حازت على لقب فينيسا المياه الآسنة!

إختفت الخدمات عن حياتنا المريرة، وأصبحت عنصراً مُتاحاً في عديد من بلدان العالم، وحقوقاً مشروعة تتكفل الحكومات بِتوفيرها، لكنه غير مُتاحاً في بلدنا.

لسخرية القدر، عندما حاولت تنزيل تطبيق على جوالي، فوجئت بِتنبيه ظهر أعلى شاشة الجوال يقول: هذا العنصر غير مُتاحاً في بلدك..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك