قاسم العجرش
صورة مؤتمر أربيل التي رأيناها على شاشات التلفاز، هي ليست صورته الحقيقية، فالحضور كان جيدا؛ كما بدى من البث المتلفز، الذي تكفلت به قنوات بعينها، ليس بينها قنوات رسمية، مع ملاحظة أن الحكومة لم تشارك به، كما لم يشارك به البرلمان بصفة رسمية، ولكن حضره قناصل دول غربية في أربيل..!
مشهد الحضور الكبير، لمن دقق في الصورة، يبدو مرتبا بعناية وإحترافية، تذكرنا بمهرجانات الخطابة في أم المعارك، التي كان يقيمها البعث في أيام سؤدده، فقد كانت الصفوف الخلفية للقاعة ممتلئة، بكثير من الحضور، الذين يرتدون الزي العربي بعقاله وغترته، وثمة صفوف أخرى ملئت بشباب ويافعين!
وأنت تستمع الى خطابات المتحدثين، تكتشف أهدافا أخرى غير تلك التي قالوها..وقبل إنعقاد المؤتمر، كان الخلاف السني الداخلي حاضرا بقوة، وإلا لكان حضره رئيس البرلمان، الذي فضل أن يذهب الى طهران، على أن يحضر مؤتمرا لبني قومه!
الوزراء السنة بالحكومة لم يحضروا، وأرسل أربعة منهم برقية رفعوا فيها العتب! محافظة صلاح الدين لم تحضر، ووصفت من حضروا بأنهم يمثلون أنفسهم حسب، بل أن مجلس محافظة صلاح الدين، أعلن قبل يوم من إنعقاد المؤتمر، عن عدم رغبة الحكومة المحلية، حضور أعمال مؤتمر القوى السنية لـ"محاربة الإرهاب" في أربيل؛ لـ"عدم جدواه"، مؤكداً أن المجلس ينشغل بمكافحة "الإرهاب" ميدانياً!
مجلس محافظة ديالى رفض المشاركة في مؤتمر "القوى السنية لمحاربة الإرهاب"، معتبرا إياه مؤتمرا تحريضياً على القوات الأمنية والحشد الشعبي.
في صورة القاعة: ضمت أشخاصا متهرئين حتى سنياً!..فخرج عدنان الدليمي( هل تتذكرونه؟!) أثناء إلقاء أحدهم كلمته، متهريء يقاطع متهرئا آخرا!
بعد إنتهاء الكلمات قريء البيان الختامي، لكن قبله أشير الى أن المؤتمر شكل لجانا ثلاث، لإعداد البيان الختامي، ومعلوم أن اللجان تحتاج الى وقت تجتمع خلاله، وتناقش مهامها، كما تناقش ما يجب قوله في البيان الختامي!. اللجان لم تنعقد، ومؤتمر الجلسة الواحدة أذاع بيانه المعد سلفا!
بين طيات المؤتمر؛ كان خطاب التحريض الطائفي حاضرا بقوة، وكانت كلمة من قيل أنه يمثل ديالى، أقدت ذلك بقوة، وأطلقت العنان للطائفية بأعنف صورها!..
قبله وبعده كان بعضهم يشيرون بخطاباتهم الى بغداد، كواحدة من "المحافظات الست المنتفضة..!" وصورها آخر وكأنها مدينة محتلة من أغراب!
إدانة الحشد الشعبي! إنشاء جيش سني بعنوان الحرس الوطني، إطلاق سراح الإرهابيين بعفو عام..إلغاء قانون المسائلة والعدالة..تأسيس أقليم سني..إعادة البعثيين جميعا، الى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية دون قيد أو شرط، بعنوان التوازن!
كلام قبل السلام: في فقرات البيان الختامي علم المرام..!
سلام.....
https://telegram.me/buratha