المقالات

رسول الله (ص)..حرّية الدّين أولاً

1268 04:57:25 2014-12-23

يكفي رسول الله (ص) فخراً انّه أسّس لحرية الفكر والدين والعقيدة، في بيئة بدوية تتاجر بالدين الذي كان وقتها عبارة عن عبادة الأصنام وتعدد الآلهة، فهو لم يقتل او يسجن او يطارد أحداً بسبب دينه او عقيدته او فكره أبداً، أقروا التاريخ جيداً فستكتشفون هذه الحقيقة الجلّية والناصعة، على حد قول المرجع الديني السيد صادق الشيرازي، المعروف بالمحقّق، والذي يوصي بهذا الصدد قائلاً؛
لم يقتل النبيّ (ص) أحداً من المشركين بسبب عدم إسلامه، ولا أجبرَ أحداً على الاسلام، بل تركهم على دينهم، مع ان دينهم باطل وخرافي، لكي لا يسلبهم حرية الفكر والدين.
ويضيف سماحته؛
لنعرض تاريخ النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) للعالم حتى يعرفون بانه لا يوجد سجين سياسي واحد في حكومة العدل الإلهي.
فعلى الرغم من ان رسول الله (ص) كان على يقين من ان دين المشركين كان خرافة، ومعتقداتهم كانت باطلة، ومع ذلك فهو لم يجبر أحداً على ترك دينه وتغيير معتقده أبداً، لا من المشركين ولا من غير المشركين، لماذا؟ لان الحرية اصل، لا يجوز إلغاءها وإسقاطها أبداً، فاذا تعارضت مع ايّ شيء آخر يجب اسقاطه وإزاحته لحساب الحرية لنحافظ عليها وليس العكس.
وفي ذكرى وفاته (ص) اليوم، ما احوجنا الى ان نبعث الروح في هذا المفهوم وفي هذه الحقيقة من جديد، فاذا كان العالم الحر اليوم يفخر بالحريات وعلى رأسها حرية الدين والعقيدة والتعبير، بعد رحلة طويلة وقاسية مع العبودية الفكرية والقمع الديني والارهاب العقدي ومحاكم التفتيش والتي مرت به أوروبا على وجه الخصوص، لتُنتج الولايات المتحدة الأميركية التي هاجر لها المضطهدون دينياً من أوربا قبل اكثر من أربعة قرون، فان من حقنا ان نفخر برسولنا الكريم (ص) الذي أسس وشرعن بل وجاهد من اجل ارساء دعائم حرية الدين والفكر والعقيدة، في تلك البيئة الاجتماعية المتخلّفة قبل اكثر من () قرناً.

الامر الذي يحتاج الى؛
أولاً: تبنّي حرية الدين والفكر والعقيدة كأصل في المجتمع، نقاتل من اجله ولا نسمح لأحد بان يتجاوز عليه او يسحقه او يحوّله الى قيمة آنية او موضوع وقتي أبداً.
ثانيا: فضح كل من يسعى لغير ذلك، خاصة جماعات العنف والارهاب والجماعات الظُّلامية المتخلّفة التي تفتش في دين الناس وعقائدهم وافكارهم باسم الدين والدين منهم برآء.
ان كل من يفرض دينه او معتقده او فكره او رأيه على الآخرين باسم الدين يجب ان نفضحه، فالدين بالضد من مثل هذه السياسات الاكراهية والإقصائية، انه بالعكس يدعو الى التسامح والى حرية الدين والمعتقد والفكر، ويحترم الخصوصية والتنوع، ليرسي قاعدة التعايش والتسالم، والتي تنتج كلها الأمن الأهلي والاستقرار المجتمعي.
ان واحدةً من اعظم مصائبنا اليوم هو التعصب الأعمى واحتكار الحقيقة والتزمت الديني والغاء الاخر، والذي أنتج كل هذا الفكر التكفيري عند الجميع وان كان بنِسَب متفاوتة، الا ان نتيجته إشاعة ثقافة القتل والتدمير.
ولنتفق على قاعدة في غاية الأهمية، وهي؛
ليس في الاسلام محاكم تفتيش أبداً، ولذلك لا يجوز ولا يحقُّ لاحد ان يتهم الآخرين في دينهم ومعتقدهم وفكرهم اذا ما اختلفوا معه أبداً.
كما لا يحقُّ لاحد، كائناً من كان، ان يعيّن نفسه قاضياً يحكم في دين الناس، فيكفّر هذا ويطرد ذاك من ملة الاسلام ويتهم ثالثاً بالإلحاد ويفسّق رابعاً، ثم يقيم حد القتل والذبح والتدمير والتفجير وحز الرقاب بهم. 
فاذا كان رسول الله (ص) لم يجبر أحداً على الاسلام ولم يفتّش في عقائد الناس، فهل يحق لغيره ذلك؟ خاصة من الجهلة والأميين والمتخلفين والرجعيين من الذين يتصورون ان قراءة كتاب او حضور درس يكفي ليرتفع به الى مقام ما هو فوق النبوة حتى!.
أولم يقل ربنا عز وجل {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}؟ فلماذا اذن لا نتخلق بأخلاقه ولا نلتزم بسيرته ونهجه؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك