امل الياسري
الساحة العراقية تعيش مرحلة التغيير, والتساؤل يطرح نفسه, أين كان السياسيون من مصلحة الوطن وأمنه, وإستقراره, وسلامة شعبه في أيام الحكومة السابقة؟, فكل شيء لا قيمة له أمام مسألة الوجود, فكل المسميات صغيرة جداً تجاه هذا الشعب العملاق, الذي تحمل كل شيء في سبيل الحفاظ على وحدته وتماسكه, وتساؤلات عديدة تقفز الى الأذهان, حول شخصنة الحكم, في بلد يحاول بعض الساسة مع الأعداء إفشاله, ومحوه من خارطة الحضارة.
المتابعون للوضع السياسي العراقي يدركون تماماً, أن داعش صناعة بريطانية يهودية, وفقاً لنظرية عش الدبابير, ومن هذه الصناعة نهضت التساؤلات أين كانت أمريكا من داعش وتهديداتها قبل 10/6/2014؟, ثم أين موقف حكومة العراق السابقة, وهي تحمل كل الألقاب والمناصب (القائد العام للقوات المسلحة, ووزير الدفاع والداخلية وكالة,)؟, وأين هي مقررات الأتفاقية الستراتيجية العراقية الأمريكية؟!, وما دور الجيش العراقي في الدفاع عن العراق, وثلثي ميزانية الدولة صرفت عليه آنذاك؟.
العراق وهو يعيش آلام النزوح والرعب والقتل, يدرك تماماً أن المجتمع الدولي قد تأخر في الإستجابة, لكن تقرب داعش من حدود أربيل, جعلهم يتسارعون, ويضعون الخطط, ويعدون العدة, للحفاظ على مصالحهم التي زرعوها في كردستان, فبدأت الخطابات الزائفة تتجه بحجج الحفاظ على سلامة الأقليات, وإحترام حقوق الإنسان, ومحاربة الإرهاب والتطرف والتكفير, فهل أن هذه الدول دعمت العراق لإن قلبها ينزف دماً, من أجل مساندة العراقيين في إستعادة أرضهم؟!.
نحن متأكدون أن العراق يشكل مصلحة عليا لهذه الدول المتحالفة, بـــ (ثرواته وخيراته الظاهرة والباطنة في المجهول), لكن كردستان تشكل رأس هذه المصلحة, ففضلوا أن تكون فوق كل الأولويات, بين هذا وذاك ينطلق الإستغراب مجدداً, فالعتب ليس على ساسة الغرب, بل كل العتب على الساسة العراقيين, لخيانة وطنهم وعدم الشعور بمسؤلياتهم تجاه التحديات, التي يتعرض لها وطنهم, هذا إن كان فعلاً وطنهم وموطنهم, فقد أبدعوا في خلق الأزمات.
العملية السياسية برمتها تحتاج الى تصحيح, فسوء الإدارة والتخبط الذي عاشته الحكومة السابقة, جعلت من العراق فصولاً متفرقة, فبين ميزانية إنفجارية وجيش فضائي جرار, وبين ملفات فساد يندى لها الجبين, فحولت فشلها الى مَن ورثها, وباتت الحكومة الجديدة تعاني شللاً عاماً في مفاصل الدولة, بين عجز في الميزانية, وفساد لا يمكن معالجته بسهولة, فكان الفاسدون مع الفئة التي تنادي, بأن الوطن مصلحة فقط, أما مصلحة الوطن فالى .....؟!.
https://telegram.me/buratha