المقالات

حيتان إبتلعت العراق..!!

1450 00:46:22 2015-01-01

حسين الركابي

عندما تريد أن تنظف السلم تنظيفاً سليماً، وتختصر الوقت، لأبد أن تبدأ من الأعلى إلى الأسفل؛ حتى تكون عملية التنظيف سلسة، وغير متعبه، وكذلك المنازل، والبنايات، وكل شيء؛ ولا يمكن أن نجد عاقل يقوم بهذه المهمة بالعكس، ويتسبب بضياع الوقت، وإنتشار الغبار من حولة، ويعرض صحته، ومن حولة إلى الخطر.. 
لا يختصر هذا الأمر على تنظيف الجماد فحسب، وإنما نجد الإنسان بحاجة ماسة اليه، وإذ أراد الإنسان أن يروض نفسة، ويكبحها، ويطهرها من المعاصي، والذنوب؛ لأبد أن يبدأ من أكبرها، وكذلك الغسل لتطهير البدن من مس الميت، أو اغتسال الجنابة، أو الجمعة، لأبد أن يبدا الغسل من الأعلى، إلى الأسفل.. 

هكذا علمنا الإسلام، والدين الحنيف، وكذلك إحتكمنا إلى العقل، والمنطق في أصول الحياة؛ من أجل أن نسير في ربوع الأرض مصلحين، ونكون من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه، من أجل بناء مجتمع متحضر، ويرتكز على أسس صحيحة، ورصينة؛ ويتمتع بالحرية الإنسانية، والأخلاقية، والإجتماعية التي حددتها لنا الدساتير السماوية، والأعراف العربية.. 
كذلك الدوائر، والمؤسسات، وجميع مفاصل الدولة؛ ولا سيما وأن حكومة التغيير أتصفت بالإصلاحية، ومحاربة الفساد السياسي، والإداري، وهذا ما جاء في البرنامج الحكومي؛ الذي أعلن عنه السيد العبادي عند تشكيل الكابينة الوزارية، حيث بدأ بالمؤسسة الأمنية، التي هي أساس الأزمة الأمنية القائمة اليوم، ومشاكل القادة القائمين عليها، والفضيحة المدوية" الفضائيين".. 

الإصلاح الذي بدأ بتغيير الوجوه الكالحة، والتي لم تجلب الخير إلى العراق، كما وصفتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف؛ فلأبد أن يستمر الإصلاح، وإزالة الترسبات في جسد الدوائر، والمؤسسات الحيوية، والخدمية، والقضاء على جميع معالم الحقبة الماضية، ومعالجة مرض الفساد، والقرارات الإنفعالية، والمراهقة، وتصفير الأزمات الحزبية، والقومية، وأستقرار الوضع الراهن..
إن عملية التغيير التي جرت، لم تكن بالمستوى الذي يرتقي إلى طموح الشعب العراقي، وأعدها المراقبون إن هذه الإصلاحات ترقيعيه، من أجل إسكات الشارع، والمتضررين من السياسات السابقة، وتخطت الحيتان في سنام الدولة، وفي مقدمتها الوزارات الأمنية، والإقتصادية، والخدمية؛ التي لم نشهد تغيير حقيقي على مستوى مدير عام، أو وكيل.. 

إذا كانت السلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الوزراء السيد العبادي، جادة في برنامجها الإصلاحي، لأبد أن تجري عملية فوق الكبرى، وتستأصل المرض المنتشر في جميع مفاصل الدولة، ولا تكتفي بإعطاء المهدئات، والمسكنات للشعب، بمعاقبة جندي هنا، وأخر هناك، وفصل بعض البوابين في الدوائر؛ وغض النظر عن" الحيتان الكبيرة، التي إبتلعت العراق"...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك