المقالات

الفقر والطبقية نتاج تغييب قانون 21

1554 2015-01-06

أبو هاجر رجل مسن, لا يقوى على العمل, وزوجته مصابة بالسرطان, وهو لا يقدر على ثمن علاجها, يراجع دائرة الرعاية منذ عام, عسى إن يحصل على المعونة الشهرية, لكن الروتين تارة, والمحسوبية تارة أخرى, جعلت الحق حلما, فلا يجد هذا المسن من الحياة, إلا العوز والفقر والحاجة, قطار العمر مضى, وهو يسكن أغنى المدن بثروات باطنها, والأكثر فقرا بين محافظات البلد.

حال أبو هاجر يشابه الآلاف, من سكنة محافظات الجنوب, فقر يضرب فئة واسعة, وطبقية متنامية, ولا صوت يعلو لإنصاف الفقراء.
بفعل التشريعات الغير عادلة, والنظام المؤسساتي الفاسد, أنتج لنا واقع مؤلم, كان سعي أهل الخير, للتفكير بحل جذري, لمشاكل المحافظات غير المنتظمة بإقليم, فكانت فكرة اللامركزية هي الحل الأمثل, عبر قانون21, لكن كان القرار رقم واحد لعام 2014 ,هو القضاء على الحلم, فلا مكان إلا لبقاء منظومة الفساد, وتنامي جسد المافيا, مصالح بنيت على مصالح, في تسلسل هرمي قبيح.

الفقر والتخلف كله نتاج المركزية المقيتة, التي جعلت التأخر هو السمة الأبرز لها, فالمركزية دفعت بالصورة لتتحول لألوان القبح, مؤسسات وجدت لخدمة فئة معينة, أموال التخصيصات السنوية تتبخر, إعمال لا تنجز, برامج متخلفة للمؤسسات, بفعل فاعل ضاعت الفرصة على التقدم, حيث عمل على تعطيل حبل الإنقاذ, من حفرة الفقر الكبيرة. سعى اتجاه من يمسك مقاليد الحكم, إلى تسخير أي منجز له, كي يكسب تأييد الجماهير,ومن جانب أخر كان يهدف إلى تضييع الحقوق وزيادة الخناق, كي يحتاج الشعب للمنقذ, ويعيش أسير فكرة القائد الضرورة, مما جعله يقف بالضد من تطلعات الجماهير, للخلاص من صحراء الضياع, سنوات عجاف تلك التي مرت على البلاد, والفقراء تضغطهم رحى الحياة ضغطاً.

فكان اتجاه المجلس الإسلامي الأعلى, للدفع بالحل لأرض الواقع, عبر قانون يعطي صلاحيات اكبر للمحافظات, من خلال القانون يمكن ردم الهوة , وحل مشاكل الفقر, والنظرة برؤية اكبر للمستقبل, حتى إمكانية تشريع قوانين خاصة بالمحافظة, لتنظيم حياتهم وإعمالهم, لكن الحالم بالخلود مع الكرسي, عمل على الطعن بالقانون, كي يستمر سيطرته على الواقع, حتى لو تحول إلى ركام.

الأنانية أحيانا تكون هي الحصن المانع, لرؤية ضوء الحقيقة, وهي لا تتناسب نظامنا ألتعددي, الذي يؤمن بالرأي والرأي الأخر, لذلك انتصرت إرادة أهل التغيير أخيرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك