ومن علاماتِ ذلك؛
الف؛ انّنا لا نحث الفاشل لينجح، وإنما نعرقل الناجح ليفشل.
باء؛ لا نلوم الفاشل على فشله، وإنّما نُناصب الناجح العداء ليفشل.
جيم؛ نبذل كلّ جُهد ممكن ليتساوى عندنا الفاشل والناجح، حتى لا ينتبه احد للفارق بين الاثنين.
دال؛ الناجح عندنا في دائرة الهدف، نتّهمه، نُسقّطه، نغتال شخصيته، نُلاحقه، اما الفاشل ففي مأمن من يدِنا ولسانِنا.
هاء؛ لا نهيّء الظروف للفاشل لينجح ولا نمكّنه من اسباب النجاح، اما الناجح فنظل نضع العصي في عجلته حتى يفشل.
واو؛ نحن كأفراد ناجحين نجاحا باهراً، ولكنّنا كمجتمع فاشلين فشلاً ذريعاً.
زاء؛ الفاشلُ منّا في مجتمعه، ناجحٌ في بلاد الهجرة، والفاشلُ منّا في مجتمعه كمجموعة عمل، ناجحٌ في بلاد الهجرة كجماعة.
وأقول بكلّ وضوح، اذا لم نُجبْ بصراحة وشجاعة ووضوح على هذا السؤا،ل فسنبقى مجتمع متخلّف يتراجع يوماً بعد آخر، يئدُ طاقاته ويقتل كفاءاته ويهدر نجاحاته.
وبدوري سأحاول ان أتلمّس بعض الجواب متمنياً ان يسعى كلّ واحدٍ منّا للجواب على هذا السؤال، ثم يحاول ان ياخذ، ولو بسبب ليغيّره في نفسه قبل ان يحاول تغيير الآخرين، لان الإصلاح والتغيير يبدأ من الذات أولاً قبل ان يبدأَ من الآخرين، وصدق الله تعالى الذي قال في محكم كتابه الكريم {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
أولاً: لأنّ العقلية الفردية طاغية على العقلية الجمعية، يعني اننا لا نمتلك من عقلية الفريق عند الإنجاز شيئا منها، فيما نستحضر كل العقلية الفردية من دون ان نوفر منها شيئاً.
ثانيا: كل ّواحدٍ منّا يسعى لتسجيل الإنجاز باسمه مهما كان دوره فيه ثانوياً او هامشياً.
ثالثاً: والادهى من ذلك عندما يذهب بعضنا الى أبعد من هذا بكثير، فتراه بمجرّد ان يشعر ان الإنجاز سيُسجل باسم غيره او باسم مجموعة هو ليس احدهم تراه يفعل المستحيل من اجل ان لا يتحقّق، واذا أفلتَ الجهدُ من محاولاته وأُنجز النجاح فتراه يقلّل من قيمته مهما كان عظيما، لماذا؟ لانّه ليس هو من صنعه، والّا لصنع من الحبّة قبّة.
رابعاً: كلّ واحدٍ منا يعتقد بأنّ ما يقوله او يفعله هو كل الحقيقة فبهِ تكمن الضرورة القصوى والحاجة الاساسية للمجتمع. وان كل ما يقوله ويفعله الآخرون ليس الا مجرد اوهام لا تُغني ولا تُسمن ولا تنفع في شيء.
بمعنى آخر، فان كل واحد منا يعتقد بنفسه بالمطلق ولا يعتقد بغيره بالمطلق، فهو الوحيد الذي (يخوط في الكوب) والباقون جميعهم (يخوطون بجنب الكوب).
خامساً: هذه الطريقة من التفكير سببها عدم ايماننا بتكاملية الحياة، فنحن لا نؤمن بان عملي او انجازي، مهما كان عظيماً، فهو يغطّي جانباً من الحياة ولذلك فهو لا يكتمل الا بعملِ وجهدِ وانجازِ الآخرين في المجالات الاخرى.
سادساً: واخيراً، فإننا لا نعترف بالعجز او على الأقل بمحدوديّة الطاقات والقدرات لنتكامل مع الآخرين، اننا نعتقد بانفسنا كأبطال استثنائيين لسنا بحاجة الى جهد الاخرين وطاقاتهم ونجاحاتهم.
انّ بوادر الفشل في الفريق الرياضي تلوح عندما يفكّر كلّ عضوٍ فيه بطريقة فردية، وعندما يسعى لتسجيل الهدف باسمه، عندما يسعى ان يلعب في الساحة بمفرده رافضاً التنسيق والمناورة مع الاخرين، فتراه محاولاً أخذ الكرة من حامي هدف فريقه ليسجلها في هدف الخصم لوحده وبلا تعاون او تنسيق او تكامل.
https://telegram.me/buratha