المقالات

دعونا نودع عام الرماد..! / قاسم العجرش

1604 08:44:48 2015-01-16

قاسم العجرش

ثمة من يعتقد أن الموازنة، وسائل مالية واقتصادية تسير الدولة بواسطتها، شؤونها لعام قادم حسب، فيما يرى غيرهم، أنها ترتيبات مالية لإستمرار الحياة في بلد ما، بيد ان غير هؤلاء وأولئك، من يرى في الموازنة فرصته السياسية، التي يمكنه بواسطتها،  كسب مثابات سياسية جديدة.

الحقيقة أن الإشتباكات السياسية بشأن الموازنة، تسببت على الدوام؛  بوضع إستثنائي مر به العراق طيلة السنوات المنصرمة، فقد كانت الموازنة تقر بعد مرور بضعة أشهر، على بدء السنة المالية، ويكون العراق خلال تلك الأشهر مسرحا للمناكفات والمزايدات السياسية، التي وبمرور الأعوام، أوصلنا الى عام2014، حيث تم تسيير الدولة خلاله بلا موازنة، وهو وضع إستثنائي، لم تمر به دولة من دول القرن العشرين، فضلا عن قرننا هذا!

لقد مضى عام 2014 ثقيلا على العراق، بكل مخرجاته السياسية والأقتصادية والمالية، بل والوطنية أيضا، حيث خسرنا مساحات واسعة من ارضنا، تحت الإحتلال الوهابي.

لقد كان 2014عام الرماد، وربما كان الأسوأ في تاريخ الدولة العراقية الحديثة، من حيث الأدارة المالية، وهي حقيقة لا يمكن القفز عليها، تحت أية ذريعة.

إن مفهوما  يرى في الموازنة ترتيبات مالية، لإستمرار الحياة في بلد ما، لهو مفهوم مقبول إبتداءا، لكنه بحاجة الى أن يتطور، الى  حيث تتحول فيه الموازنة، الى وسيلة تراكمية لبناء المستقبل.

إن لدينا نوعين من القوى السياسية في مشهد الدولة، وهي القوى المتشاركة والقوى المشاركة، وثمة فرق كبير بين الشراكة والمشاركة، لكن إزاء الموازنة لا يصح وجود هذا التقسيم، وعلى كل القوى السياسية أن تنظر الى الموازنة، بعين الشراكة لا بعين المشاركة، بمعنى أن يتم النظر، بعين المسؤولية والواجب، لا بعين الحصاد وجني المكاسب!

إن شعبنا وصناع الرأي فيه، ووسائل الإعلام الوطني، تراقب المشهد السياسي، وتنظر الى ما يدور حول الموازنة، من نقاشات في البرلمان وخارجه بعين المراقبة، سيما وأن هذه النقاشات تشهد إرتباكا واضحا.

من المؤكد أن الإرتباك الذي نعنيه، هو جزء من الإرتباك المؤسسي، وثمة أسباب عديدة له، بعضها شكلي، وبعضها موضوعي، وثمة أسباب شخصية وأخرى سياسية، لكن من بين أسباب الإرتباك، أن هناك من يتحدث عن الموازنة، وهو غير معني بها، فقط يتحدث من أجل أن يقال أنه قد تحدث، وبعضهم يتحدث دون أن يطلع على تفاصيلها!

كلام قبل السلام: إذا أستمر الإرتباك فى المشهد السياسي، فإن الخوف من أن نكون على وشك الانتقال إلى مستقبل مقلق، يكون مشروعا، وإذا ما اندفعت القوى السياسية طائعة أو مكرهة، إلى مستوى أعلى من التصادم السياسي، سيكون عام 2015 مثل الذي سبقه ماليا، أي بلا موزانة، وسينفتح الباب على خسائر أخرى لا نعرف مداها!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
maysoon mamnoon
2015-01-16
كل سياسي سابق تسنم مسؤولية قيادة العراق كلفنا 10 سنوات على اقل تقدير من الالم والقلق والمستقبل المجهول فأذا ما عددنا كل الرؤوساء الذين كانوا سبباً في خيباتنا فأننا نحمد الله على وضعنا الحالي .. لكن كلنا أمل بالتغيير مهما كانت الظروف لأن لدينا رجالاً شجعان ﻻ تلومهم بالحق لومة ﻻئم .. وأنت سيد قاسم عينة مما لدينا .. حفظكم اللهمن كل سوء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك