وسام أبو كلل
كثيرة هي المصطلحات التي إستحدثت في وقتنا الحالي، حتى أنني كنت أعتقد أن كلمة جندي فضائي، هي مزحة، إشتقت من فلم الجندي الكوني، ولكن تبين أنها لفظة تطلق على الجندي، الذي ليس له وجود، بمعنى أنه مجرد أسم على قوائم الرواتب، التي تجمع، لتتحول إلى رصيد القادة المالي، والغريب انها توزع بنسب، ولكن على أي إعتبار لا أدري، ولكن ربما على الرتبة العسكرية لأولئك القادة .
قادة !وأي قادة! يذكروني بقادة اليابان، عندما خسروا الحرب مع أمريكا بقوة القنبلة الذرية، فقد فضل العديد منهم الإنتحارعلى الإستسلام، معترضين على توقيع الإمبراطور، في حين تجد أن قادة الجيش العراقي الفضائي الذين خسروا ثلث العراق غير آبهين بما حصل، وكأن الالف والسبعمائة الذين ذبحوا في قاعدة إسبايكر، دجاجا وليس شبابا بعمر الورد .
كثير من الناس إستغرب الأمر، حيث أن الخسارة الفادحة مرت مرور الكرام، وكأن شيئا لم يكن، وحتى من كان يهرج أينما ذهب بأننا تحولنا إلى الهجوم الكاسح، سكت وتقوقع، وكأنه لم يكن يوما الأمر الناهي، حالة عجيبة غريبة يمر بها العراق، فترى نكرة يصعد على أكتاف الناخبين ويرتفع بأصابعهم البنفسجية، ويتسلم صك السيادة والحصانة، ثم ما يلبث أن ينهش من هنا ومن هناك، ليصنع إمبراطورية مالية وسياسية ولا أحد يحاسبه حتى وإن غرق إلى شحمتي اذنيه في الظلم والفساد .
الأدهى من ذلك وأمر، إنه وبعد أن يرتب إموره في أحد بلدان الغرب ويفر إليها، تتحرك لجان النزاهة وتطالب إلقاء القبض عليه، ولشدة حيادية القضاء يصدر عليه أمرا بالاعتقال، ولكن دائما تجد أن الأمر غيابيا وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال : وهو كيف كانت تسير إمور البلد خلال السنوات الماضية ؟ فشل في كل شيء، وفساد إمتد بأذرعه الاخطبوطية ليصل إلى كل مفاصل الدولة، حيث وصل الأمر إلى أنه لا شبه لنا إلا حالة الشعب الفرنسي أيام لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، من حيث البون الشاسع بين الطبقة الحاكمة والمحكومة .
كل الألم وألأذى الذي حل علينا، ويأتي من يجعل نفسه بوقا، يغالط نفسه وضميره، ويعاند الحقيقة المرة ويخالف الأراء، ليطبل ويزمر ويكذب، محاولة من نفسه المريضة أن يزيل ولو القليل من السخام الذي تكلس على وجوه كانت هي من الفساد أقرب، وعن النزاهة والوطنية أبعد، ويتهم الشمس بأنها شحت بدفئها، وهي تلسعه بخيوطها الذهبية كل يوم .
https://telegram.me/buratha