كم أحترنا بزمان, صنع فيه لنا الطغاة قصص حزينة, يجدها كل باحث في تجاعيد وجوه الاباء والامهات, وفي أطفال جعلوا من التقاطعات مصادر لدخلهم.. أمهات لنا أدمنن لبس السواد, دليل على معاناة الفراق, ابناء, أخوة مغدورين... , نساء تقوست ظهورهن, أيقونة جهاد من اجل الارزاق, فلا رعاية ولا ضمان, في بلدنا الغني لغيرنا من زمان.. قوارير أخشوشنت جلودهن ,أصبحت ألوانهن زرقاء من الصبر على البلاء, فلا تفرقهن من ثيابهن التي قلبتها شمسنا المحرقة حمراء بعد سواد, ولونتها أتربة الحضارة المندثرة هباء, زرقاء كألوانهن.. تجدهن علامات, كلوحة فنان أختطت فرشاته الرافدينية خطوط فترات معاناة متعاقبة, بآهات وعذابات سرمدية, لقد دمرت أمبراطورية أشور ألاحقاد, وهدمت قصور بابل العداة, بغضا وكرها لمن قدموا أنفسهم للأخرين هبات..
ظلم مستمر قديم, حديث, معاصر, أزلي مستقبلي؛ أنه كمرض توحد أصاب القومية, أصاب المذاهب, فجعل الجماعات أفراد منطوية على ذواتها, متقوقعة خوفا أو حرصا, فأحال عيشها ممات.. في عصرنا العصي على الفقراء, المنفتح على المافيات, لي كمواطن عراقي ضاق بالبسيطة, أسئلة أفرزتها سياسات فاشلة, تتطلب أجابات, بصدق أرغب ان اجد اجابتها كونها أصبحت محور أزمات, وصدامات , منها هل من الممكن أن تحتفظ كردستان بكركوك محافظة؟ وهل من الممكن أن تنشاء أقاليم طائفية ؟
أين سيكون مصير مناطق فيها تنوع سكاني؟ ما نفع النفط لنا أن أصبح سعره 20 دولار؟ هل سيموت العراقيين جوعا اذا ما صعد الدولار, ونزل سعر برميل النفط؟ هل يمكن أن يسعى العراق لوضع حد لتدهور أسعار النفط ؟ ماذا لو بقيت داعش تسيطر على الموصل لسنتين اخر؟ كيف سنبيع النفط؟ ومن سيشتريه؟ هل يمكن أن تكون أوضاعنا مثلما نحب؟ ربما تقاربنا أن تساوينا في الفقر, وانتهت الطائفية, بلا مليارات النفط, أو (لفط)!
الشي الاكيد أننا لن نموت جوعا، والوضع العالمي أن أصبح معنا، داعش ستنتهي أسرع مما يريد من أنتجها! أن كان النفط اليوم عصب الاقتصاد العراقي، فهو الآن في ايدي أمينة، أذ يمتلك من العراقية ما يجعله يفكر بالعراق قبل أي شيء, ليس كمثل الذي حكمنا ثمان, وأدنى الصبيان, وعاث وطغى, فتهدم بقايا البنيان, وتذابح الجيران.
https://telegram.me/buratha