ستظلُّ جريمتهُ في البحرين تقبّحُ وجهَ التّاريخ كما ظلت تقبّحهُ جريمة جدّه في كربلاء المقدسة، وقبلها عورةُ عمرو بن العاص!.
فلقد شهدَ عهدهُ أحدُ اسوأ قرارات الظلم والعدوان والغارات المسلّحة على شعبٍ آمنٍ اعزل يسعى لتحرير نفسهِ من العبودية والظلم والنظام الشمولي البوليسي العنصري الطائفي، انّه شعب البحرين الثائر الصامد الذي تعرّض على يد قوات (درع الجزيرة) التي دفع بها وزجها طاغية نظام القبيلة الفاسد الى اقسى انواع العدوانِ والقتلِ والتّدمير والى اقسى انواع التمييز الطائفي من خلال محاكم التفتيش التي زرعتها ونصبتها قوات الطاغية في مداخل ومخارج المدن والقرى وعند رأس ومنتهى كلّ شارع وزقاق.
لقد استُشهد على يد هذه القوات المعتدية والظالمة عددٌ كبيرّ من الاهالي، خاصة من الشباب والأطفال الصغار والنساء.
حقاً انّها وصمةُ عارٍ طبعها هذا الطاغية في جبين تاريخ البشريّة والتي سوف لن ينساها له شعب البحرين جيلاً بعد جيل، كما لم ننسَ جريمتهم في كربلاء المقدسة عام عندما استغلوا ذهاب الرجال الى مدينة النجف الأشرف لزيارة امير المؤمنين (ع) في ذكرى عيد الغدير الأغر، ليهجُم الرّعاع على النساء والأطفال والشيوخ فيرتكبوا واحدةً من ابشع جرائمهم ضدّ الانسانية راح ضحيّتها آلاف الأبرياء العزل الآمنين، وسرقوا ونهبوا نفائس المرقد الطاهر لسيد الشهداء الامام الحسين (ع) واحرقوا وهدموا محتوياته.
كما تعرّض اهلنا في المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية في عهد هذا الطاغية المقبور الى اسوء انواع التمييز الطائفي، فعلى الرّغم من انه سعى جاهداً لخداع الرأي العام العالمي والمحلي تحديداً من خلال رعاية مشروع ما اسماه بالحوار الوطني، الا انّه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً، بل كان المشروعُ غطاءاً للمزيد من سياسات القمع والتمييز العنصري والطائفي، وزاد عليه ان تعرّض الأحرار للقتل والاعتقال والاحكام الجائرة والظالمة، فتعرّض الفقهاء والعلماء والمجاهدين واصحاب الاقلام والكلمة الحرة الشجاعة للظلم والعدوان والاعتقال ولإحكام الإعدام، كما حصل ذلك للفقيه المجاهد الشجاع اية الله نمر باقر النمر، الذي تعرّض لإطلاق النار في الشارع العام، من قبل مفرزة عسكريّة خاصة ليتم بعد ذلك اعتقاله.
وفي عهده بسط فقهاء التكفير أيديهم اكثر فاكثر، فانتشرت فتاوى التكفير والكراهية والقتل والتدمير التي ظلّت تدعم التنظيمات الإرهابية بشكل واسع جداً، الى جانب دعمهم بكل اسباب القوة والتمكّن والتمدّد، وخاصة في السنوات الأربع الاخيرة، فدمّروا سوريا وكادوا ان ياتوا على ما بقي من العراق، حتى تمكّنوا من السيطرة على مناطق شاسعة منه وعلى مدن وبلدات عديدة، منها مدينة الموصل الحدباء وسهلها، فعاثوا فيها الفساد وقتلوا الأبرياء وسبوا الحرائر وطردوا السكان الأصليّين من ارضهم وديارهم واستولوا على ممتلكاتهم، كما حصل ذلك للمسيحيّين والايزيديّين والشبك والتركمان وغيرهم.
انهم دمّروا التاريخ والحضارة والتراث والمدنيّة، وكلّ ذلك بفضل الدعم اللامحدود الذي تلقّاهُ الارهابيون بسخاء من نظام القبيلة الفاسد في عهد هذا الطاغية المقبور.
واخيراً؛ فلقد تعرّضت حرّية التعبير والكلمة الحرة في عهده الى اسوء انواع القمع والارهاب، فلقد ختم الطاغية المقبور عهدَه الاسود بأسوء خاتمة عندما تعرّض المدوّن رائف بدوي الى اقسى وأسوأ وأبشع عقوبة بسبب انهّ دعا في مدوّنته الى توجيه النقد لنظام القبيلة وللحزب الوهابي وممارساته البشعة التي يتعرض لها الشعب، سواء من خلال الفتوى (الدينية) المتخلّفة التي تحوّلت الى سوطٍ بيد الحاكم الظالم يشهرهُ بوجهِ ويجلد به كلّ من يقف بوجه سياساته الجاهلية التي تريد ان تعيد البلاد الى عهد التخلف والجاهلية الاولى، او من خلال ممارسات ميليشيا الحزب الوهابي المعروفة بلجان الامر المعروف والنهي عن المنكر، التي تفتّش في عقائد النّاس.
كما ختم الطاغية عهدهُ بقرارٍ بشعٍ آخر ضد حقوق الانسان، المرأة تحديداً، ينم عن جهل نظام القبيلة وعمقِ تخلّفه وهو إشارة الى انه نظامٌ لا يعيش عصرهُ وإنما يعيش الماضي المظلم، القرار المتمثّل بتقديم امرأتين في مملكتهِ الى محكمة مكافحة الارهاب بتهمة سياقة السيارة!.
لقد كرّس نظام القبيلة في عهد هذا الطاغية قيم الجاهلية والتخلّف والعهود المظلمة بشكل قلّ نظيرُه، فكان ان دخل التاريخ من اسوأ ابوابه وأكثرها ظلماً وظلاميّةً وتخلّفاً.
لقد هلكَ الطاغية عن هذه الدّنيا ويداه وفمه وأسنانه تقطرُ دماً من نحور الأبرياء في البحرين والعراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وافريقيا وفي كلّ بقعةٍ عاث فيها الارهابيون الفساد، فقتلوا الناس وانتهكوا الأعراض وسبَوا الحرائر، فلقد كان لهم الطاغية المقبور الحضن الدافئة والظهر المركوب والضّرع الحلوب، فليتبوّأ مقعده من النار وبئس القرار.
https://telegram.me/buratha