المقالات

طاغيتُهُم دَخَلَ التاريخُ..مِنَ البحرَينِ

1418 01:07:53 2015-01-27

ستظلُّ جريمتهُ في البحرين تقبّحُ وجهَ التّاريخ كما ظلت تقبّحهُ جريمة جدّه في كربلاء المقدسة، وقبلها عورةُ عمرو بن العاص!.
فلقد شهدَ عهدهُ أحدُ اسوأ قرارات الظلم والعدوان والغارات المسلّحة على شعبٍ آمنٍ اعزل يسعى لتحرير نفسهِ من العبودية والظلم والنظام الشمولي البوليسي العنصري الطائفي، انّه شعب البحرين الثائر الصامد الذي تعرّض على يد قوات (درع الجزيرة) التي دفع بها وزجها طاغية نظام القبيلة الفاسد الى اقسى انواع العدوانِ والقتلِ والتّدمير والى اقسى انواع التمييز الطائفي من خلال محاكم التفتيش التي زرعتها ونصبتها قوات الطاغية في مداخل ومخارج المدن والقرى وعند رأس ومنتهى كلّ شارع وزقاق.

لقد استُشهد على يد هذه القوات المعتدية والظالمة عددٌ كبيرّ من الاهالي، خاصة من الشباب والأطفال الصغار والنساء.
حقاً انّها وصمةُ عارٍ طبعها هذا الطاغية في جبين تاريخ البشريّة والتي سوف لن ينساها له شعب البحرين جيلاً بعد جيل، كما لم ننسَ جريمتهم في كربلاء المقدسة عام عندما استغلوا ذهاب الرجال الى مدينة النجف الأشرف لزيارة امير المؤمنين (ع) في ذكرى عيد الغدير الأغر، ليهجُم الرّعاع على النساء والأطفال والشيوخ فيرتكبوا واحدةً من ابشع جرائمهم ضدّ الانسانية راح ضحيّتها آلاف الأبرياء العزل الآمنين، وسرقوا ونهبوا نفائس المرقد الطاهر لسيد الشهداء الامام الحسين (ع) واحرقوا وهدموا محتوياته.

كما تعرّض اهلنا في المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية في عهد هذا الطاغية المقبور الى اسوء انواع التمييز الطائفي، فعلى الرّغم من انه سعى جاهداً لخداع الرأي العام العالمي والمحلي تحديداً من خلال رعاية مشروع ما اسماه بالحوار الوطني، الا انّه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً، بل كان المشروعُ غطاءاً للمزيد من سياسات القمع والتمييز العنصري والطائفي، وزاد عليه ان تعرّض الأحرار للقتل والاعتقال والاحكام الجائرة والظالمة، فتعرّض الفقهاء والعلماء والمجاهدين واصحاب الاقلام والكلمة الحرة الشجاعة للظلم والعدوان والاعتقال ولإحكام الإعدام، كما حصل ذلك للفقيه المجاهد الشجاع اية الله نمر باقر النمر، الذي تعرّض لإطلاق النار في الشارع العام، من قبل مفرزة عسكريّة خاصة ليتم بعد ذلك اعتقاله.

وفي عهده بسط فقهاء التكفير أيديهم اكثر فاكثر، فانتشرت فتاوى التكفير والكراهية والقتل والتدمير التي ظلّت تدعم التنظيمات الإرهابية بشكل واسع جداً، الى جانب دعمهم بكل اسباب القوة والتمكّن والتمدّد، وخاصة في السنوات الأربع الاخيرة، فدمّروا سوريا وكادوا ان ياتوا على ما بقي من العراق، حتى تمكّنوا من السيطرة على مناطق شاسعة منه وعلى مدن وبلدات عديدة، منها مدينة الموصل الحدباء وسهلها، فعاثوا فيها الفساد وقتلوا الأبرياء وسبوا الحرائر وطردوا السكان الأصليّين من ارضهم وديارهم واستولوا على ممتلكاتهم، كما حصل ذلك للمسيحيّين والايزيديّين والشبك والتركمان وغيرهم.

انهم دمّروا التاريخ والحضارة والتراث والمدنيّة، وكلّ ذلك بفضل الدعم اللامحدود الذي تلقّاهُ الارهابيون بسخاء من نظام القبيلة الفاسد في عهد هذا الطاغية المقبور.

واخيراً؛ فلقد تعرّضت حرّية التعبير والكلمة الحرة في عهده الى اسوء انواع القمع والارهاب، فلقد ختم الطاغية المقبور عهدَه الاسود بأسوء خاتمة عندما تعرّض المدوّن رائف بدوي الى اقسى وأسوأ وأبشع عقوبة بسبب انهّ دعا في مدوّنته الى توجيه النقد لنظام القبيلة وللحزب الوهابي وممارساته البشعة التي يتعرض لها الشعب، سواء من خلال الفتوى (الدينية) المتخلّفة التي تحوّلت الى سوطٍ بيد الحاكم الظالم يشهرهُ بوجهِ ويجلد به كلّ من يقف بوجه سياساته الجاهلية التي تريد ان تعيد البلاد الى عهد التخلف والجاهلية الاولى، او من خلال ممارسات ميليشيا الحزب الوهابي المعروفة بلجان الامر المعروف والنهي عن المنكر، التي تفتّش في عقائد النّاس.

كما ختم الطاغية عهدهُ بقرارٍ بشعٍ آخر ضد حقوق الانسان، المرأة تحديداً، ينم عن جهل نظام القبيلة وعمقِ تخلّفه وهو إشارة الى انه نظامٌ لا يعيش عصرهُ وإنما يعيش الماضي المظلم، القرار المتمثّل بتقديم امرأتين في مملكتهِ الى محكمة مكافحة الارهاب بتهمة سياقة السيارة!.
لقد كرّس نظام القبيلة في عهد هذا الطاغية قيم الجاهلية والتخلّف والعهود المظلمة بشكل قلّ نظيرُه، فكان ان دخل التاريخ من اسوأ ابوابه وأكثرها ظلماً وظلاميّةً وتخلّفاً.

لقد هلكَ الطاغية عن هذه الدّنيا ويداه وفمه وأسنانه تقطرُ دماً من نحور الأبرياء في البحرين والعراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وافريقيا وفي كلّ بقعةٍ عاث فيها الارهابيون الفساد، فقتلوا الناس وانتهكوا الأعراض وسبَوا الحرائر، فلقد كان لهم الطاغية المقبور الحضن الدافئة والظهر المركوب والضّرع الحلوب، فليتبوّأ مقعده من النار وبئس القرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك