احدى عشرة سنة مرت على التغيير ولازالت القوى التي تمثل السنة في العراق تراوح مكانها ولم تغير من سياستها اتجاه الوضع الجديد في العراق ولازالت متمسكة وبشكل غريب بنفس الافكار والمنهجية البالية في التعامل مع العملية السياسية ومع كافة الكتل السياسية التي تقابلها وخصوصا اتجاه الحكومات وكل الحكومات المتعاقبة منذ سقوط صنم بغداد العفلقي..
هم نفس الاشخاص ونفس الوجوه التي كانت تشكل كتلة العراقية او التوافق او غيرها من المسميات..الاسم يتغير ولكن الاشخاص هم انفسهم الذين يقودون تلك الكتلة وبنفس افكارهم ومنهجيتهم المتحجرة مع الحكومة..فهم يمارسون نفس السياسة اي انهم داخل الحكومة ولكنهم يعارضونها وينتقدونها بنفس الوقت ويشنون عليها الحملات الاعلامية التسقيطية التي الفناها منذ احدى عشرة سنة وهاهم الآن بدأوا بالعودة الى اسطوانتهم المشروخة والتلويح والتهديد بالانسحاب من الحكومة اذا لم تنفذ مطاليبهم التي تزداد كل يوم ولايعرف احد متى تنتهي وماذا يريدون بالضبط من الحكومة التي لم يمر على تشكيلها سوى عدة اشهر مع علمهم بان الامور والوضع الاقتصادي والامني باسوأ حالاتهما في البلاد..
لم يراجعوا سياساتهم التي تسببت بفقدان العراق مدن كاملة سقطت بأيدي الارهاب والارهابيين ولم يراجعوا سياساتهم وحملاتهم الاعلامية في زرع الاحباط في المؤسسات الامنية والعسكرية ولم يفهموا لحد الآن بانهم لايختلفون كثيرا عن اعداء العراق في توجهاتهم ومؤامراتهم التي انكشفت وافتضح امرها..ولم يفهموا لحد الآن بان عليهم العيش مع جميع الطوائف والقوميات في وطن مشترك واحد وبسلام..يريدون كل شيء ولايعطون اي شيء..
لايعرف احد لحد الآن ماذا يريد الاخوة السنة من العراق الجديد ولايعرف احد من هو الممثل الحقيقي للسنة في العراق فكل القوى السنية وكل السياسيين يدعون بانهم يمثلون السنة ولكن بنفس الوقت نسمع ونشاهد ان الجماهير السنية ترفضهم جميعا..اذا الى متى يبقى هذا الصراع المصطنع من اجل مصالح واجندات خارجية وداخلية خبيثة تحاول تمزيق العراق والعراقيين وجعلهم يتناحرون ويتقاتلون الى مالا نهاية..
سقوط الموصل لم يحصل ابدا لولا وجود تناغم وعلاقة وثيقة بين الحكومة المحلية الموصلية وعلى رأسها محافظها اثيل النجيفي وبين مجاميع بعثية متخلفة ظنت انها قادرة على مسك الارض بعد خروج الجيش العراقي وتشتيت القوى الامنية ولذلك كان محافظ نينوى من الذين يصرون وبشكل غريب على اخراج الجيش العراقي وقوة مكافحة الارهاب من الموصل لتسهيل عملية تسليم نينوى للبعثيين والنقشبندية ولكن وقع مالم يكن في حسبانهم بعد ان تفاجؤوا بسيطرة الدواعش على المحافظة ..ربما كان حينها التفاهم بين النجيفي والبعثيين على اعلان نينوى اقليما سنيا برئاسته ولكنه فشل فشلا ذريعا واصبح هائما على وجهه في صحاري نينوى..
لو كانت القوى السنية حريصة حقا على العراق وعلى مناطقهم التي انتخبتهم لكان اول مطلب لهم الآن هو تحرير مدنهم وتخليص جماهيرهم واعادة النازحين الى مناطقهم ولكن انانيتهم واطماعهم الذاتية والحزبية جعلتهم يتناسون كل ذلك ويتهافتون على تنفيذ الاجندات التي جاؤوا من اجلها وهي عبارة عن اجندات خبيثة غايتها تمزيق العراق والعودة به الى الوراء..
https://telegram.me/buratha