تحالف أسس على التقوى , والرأي السديد, وكسب الحقوق بالطرق السلمية, حسب بنود كان المأمول منه رسم البسمة على وجوه الشيعة خاصة, بعد الحرمان الذي طال حوالي (37) عام, وعلى وجوه العراقيين عامة, تشكيل مثل هذه المؤسسة الأستراتيجية, لرص أواصر الترابط بين الكتل السياسية الشيعية.
بعد مؤتمر لندن في 14 كانون الأول من عام 2002 م الذي عقد للمجموعة السباعية للمعارضة العراقية، والقيادات البارزة, منهم السيد عبد العزيز الحكيم عن أخيه السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليهم), أياد علاوي, أحمد الجلبي, وغيرهم؛ وكان المؤتمر الأخير لجمع المعارضة لأسقاط النظام الفاشي و القمعي.
أفتقد المؤتمر حزب الدعوة, وجميع قياداته, حيث الإتفاق فيما بينهم, على عدم حضور هذا المؤتمر, وكان المترأس لهذا الحزب السيد الجعفري أنذاك, في حينها المالكي من القيادات الوسطى الغير متصدرة, وتم المؤتمر بدون هذا الحزب, حتى سقوط الصنم, وحين تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة.
قبل تشكيل الحكومة؛ كان رأي لسيد محمد باقر الحكيم (رض) على عدم مشاركة السنة الغير معتدلة, الذين لهم جذور بعثية في الحكومة العراقية, لأن مشروع السيد الحكيم كان مشروعاً شمولياً, أستقطابياً, ينتفض من الإجراميين والذين يتكلمون عن مشروع المعارضة العراقية.
بدأت المساومة الأمريكية مع السيد الحكيم (قد) حيث أنه لم ينسى دور حزب الدعوة, في الجهاد أيام المعارضة العراقية, والشهداء التي سفكت دمائهم على أرض العراق أمثال السيد محمد باقر الصدر (رض) فأشترط أن يشترك حزب الدعوة, في تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة.
أمريكا أستغلت الموقف مع السيد الحكيم لجل أشراك السنة الغير معتدلة, في تشكيل الحكومة, فكان السيد (رض) في موقف بين أمرين, بين أن يرفض أشتراك حزب الدعوة, فيصبحوا خارج أطار المشاركة الواسعة في التشكيل وتسقط حقوقه, وبين أن يتقبل الموقف ويشرك رؤوس من السنة في تشكيل الحكومة.
صدر القرار النهائي بأشراك السنة الغير معتدلة, من جانب وحزب الدعوة من جانب أخر, وكان الفضل يعود الى قيادة المجلس الأعلى, لضمن وضم حقوق حزب الدعوة, و إنقاذه من الإنهيار آنذاك, حيث جاء أحد قياداته البارزة يريد تقبيل يد السيد الحكيم على موقفه البسالي.
اليوم وبعد هذا الموقف نرى حزب الدعوة يقف ضد التصويت على رئاسة التحالف للسيد عمار الحكيم, متناسياً موقف عمه مع حزب الدعوة وضمن الحقوق التي كادت أن تنهار حين عدم الموافقة على الشرط الأمريكي, فلتقلبوا الأوراق التي كانت على شفا جرف هار.
ومن أكفأ لقيادة التحالف من السيد عمار الحكيم؟ الذي يتسم بالمقبولية, ومواقفه معكم حين أراد أتفاق أربيل سحب الثقة من حكومة الدعوة, وأسقاط المالكي, كلِ يقين أن ملح الزاد الذي أطعمه المجلس الأعلى لكم أيام المعارضة والغربة, لم يأخذ دوره في ضمائركم.
موقفين السيد محمد باقر الحكيم حين تشكيل الحكومة, وموقف السيد عمار الحكيم حين سحب الثقة.. وموقفكم اليوم, فهل للميزان ثقل؟
https://telegram.me/buratha