الحق خالد في قلوب الرجال والباطل زائل لامحال لانه زبد جفاءا تقذفه أمواج الحقيقة الناصعة الى سواحل الذل والخسران ! اختنق بالعبرة وتأخذني الحسرة عندما ارى منبر الكلمة يعتليه من هب ودب ممن يشترون ويبعيون الكلمات في سوق النخاسة والبعض يتاجر بها حتى وان كانت فيها عزته وكرامته! يعتصرني الالم عندما ارى المثقفين واصحاب القلم اسرى رخيصي الثمن امام مصالحهم الضيقة فمنهم وكثير ماهم في زماننا هذا ممن يتاجرون بدينهم ويبعيون ماخصهم به الله تعالى باتفه الاثمان ! يلصقون التهم جزافا وبدون علم ولا روية لكل من خالف شهواهم ونزواتهم ! بسرعة البرق وبدون اي دليل او برهان يرمون رجال الله المخلصين بغير وجه حق !
ماأقبح العقل الجمعي عندما يفقد الانسان حريته في التفكير قبل اتخاذ القرار ! وما أتعس المثقف عندما يسخر وجوده وكيانه الى انسان مثله ! علي ( عليه السلام ) كان انسانا نعم ولكنه كان يمثل الحق والحقيقة ولانه كذلك حورب واتهم من قبل اعداء الحق والعدالة فاّل مصيرهم الى ماّل اليه ! اين هم اعدؤه اليوم ؟ في مزابل التاريخ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ..لايهم الانسان المبدئي اقوال القائلين وكلماتهم المنمقة لانه اكبر واعظم من تلك الكلمات الجوفاء التي لاتتعدى الحناجر ! أما كلمات المبدء والعقيدة الصادقة من قلب صادق فتسقر في القلوب! هناك فرق بين من يجادل من أجل الباطل وبين من يحاور من اجل الحق ولقد صدق سيد الادباء امير المؤمنين علي عليه السلام عندما قال : ماجادلت جاهلا الا وغلبني وما جادلت عاقلا الا وغلبته !! من هنا نفهم بان الجاهل لايجادل برئيه وانما اما يكون بهواه او برئي غيرة فيصبح كالامعة من حيث لايشعر ! هناك فرق بين من يريد نجاتك وانقاذك وانتشالك من واقع مزيف وبين من يحاول ايقاعك به ارضاء لهواه وهوى غيره !
ولقد مورس هذا الاسلوب القاهر منذ ان خلق الله ادم الى يومنا هذا فمنهم من نجا ومنهم من تكبر وطغى اخذته العزة بالاثم فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث!! الامام الخميني يعتبر برأي كل منصف ومتابع اسطورة القرن والمدافع عن الحق وصاحب قوة وارادة لاتلين ..
نهض بمفرده وصنع ثورة معتمدا على اسس ثلاثة : الايمان بالله والاخلاص له والثقة بنصره! فنصره الله تعالى في مواضع شتى في الحرب التي شنت على شعبه وثورته وهي في مهدها لمدة ثمان سنوات ونصره في صحراء طبس عندما اكرمه الله بجنود ملائكية دمرت الامريكان وفقدت هيبتهم وجعلت طائراتهم كالفراش المبثوث ! ولقد نصره كذلك في حربه على المنافقين ومؤمراتهم والكردوتمردهم ! لقد كان الامام الراحل رجل المرحلة جمع الدين والسياسة بنظرية اسلامية متكاملة ايدها شعبه المضحي وصوت لها ونطر لها وأقرها الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (رض) ! فلا يقولن قائل ممن لايملك دليلا بان الامام كان دكتاتوريا وهو لايعي معنى الدكتاتورية فيرمي السهام ظلما ويقذف القول جزافا ويكيل التهم جهلا بانسان قد شهد له العدو قبل الصديق بتواضعه وكرمه وعلمه وشجاعته وزهده .. لم يترك ارثا ولم يخلف وراءه عقارا غير بيته القديم المتواضع في مدينة قم ومجموعة من كتبه ووصيته السياسية العبادية التي لم يطلع عليها احد الا وخرج منها بغير الذي كان عليه من قبل ! الامام الخميني لم يسمح لاحد من اولاده او اخفاده بتسنم منصب في حياته , لحق به ولده البار السيد أحمد بعد اشهر قليلة من رحيله ..
استقبلته الملايين من شعبه عندما عاد منتصرا الى وطنه يعد خمسة عشر عاما من التغرب والهجرة والجهاد ! وودعته الملايين بعد رحيله من هذه الدنيا الفانية ! قبته البيضاء اليوم تناطح السحاب ! يقصده الملايين مرتين في كل عام في يوم انتصاره على اعتى قوة وامبراطورية بهلوية امتدت لمئات السنين وفي ذكرى رحلته الالمية والتي ابكت العدو قبل الصديق !! نفتخر باننا واكبنا مسريته ونصرنا ثورته ووقفنا الى جانبه ولا زلنا على العهد مع تلميذه البار سماحة القائد السيد على الخامنئي ! وليعلم اولئك الذين يستقون معلوماتهم من قنوات السوء بانهم المغلوبون ونحن المنتصرون باذن الله .
https://telegram.me/buratha