المقالات

الفكر الحكيم؛ مع التطرف أم الوئام؟ / باقر العراقي

1219 11:56:32 2015-02-05

باقر العراقي

الطائفية الدينية والعنصرية العرقية أو القومية، والاستئثار بالسلطة وممارسة الاستبداد القائم على أساس الاختلاف، واستغلال الدين والطائفة هنا وهناك، لزيادة الهوة بين أفراد المجتمع، ولأغراض سياسية تتعلق بالوصول إلى السلطة، كل هذه الممارسات البغيضة لا يسعها إلا التطرف.

أما الاعتدال أو الوسطية، فعكس التطرف، وهو أن تنصف الآخر من نفسك، وبشكل عام المصطلحان متضادتان في السلوك والتفكير، وبالتأكيد بالشخصيات الممارسة لكل منهما، فالنبي العظيم والأولياء والصالحون، كانوا معتدلين، بينما كان المشركون متطرفين متزمتين، و"غاندي" و"مانديلا" يتمتعان بقدر كبير من الاعتدال والوسطية، بينما "هتلر" و"موسوليني" وكل القيادات الديكتاتورية، كانوا موغلين في التطرف.

السلام الوطني- الأمان المجتمعي-المحبة بين الناس- قبول الآخر- إبداء الاحترام- الوئام بين الأديان- وبناء الوطن، تأتي كلها من الاعتدال، بينما خراب الوطن وتفكيك المجتمع وزرع العداوة والبغضاء بين أفراده، وسفك الدماء، وأنواع الإرهاب المختلفة، كلها أمور يصنعها التطرف.

من يملك عقلية الاعتدال والوسطية، يبني أمه كاملة، فمن بين ركام القبلية والعصبية، تم جمع المتعصبين والمتشددين من الأعراب والعجم، وجعلهم دولة عظيمه مترامية الأطراف بين الشرق والغرب، فهل يستطيع صاحب العقل المتطرف؛ أن يجمع أفراد عائلته تحت سقف واحد؟.

المؤتمر الوطني للحوار بين الأديان والمذاهب، الذي عقد في مكتب الحكيم في بغداد، وبحلة رائعة من الترتيب والتنسيق، لم يكن محض صدفة، ولم يكن ارتجاليا، وقد يكون عمل مضني لسنوات، وتمتد جذوره لعقود من الزمن، فهو المؤتمر الذي جمع كل الديانات في أرض العراق، وفيه التقى الأضداد، وتقاربت المتناقضات.

دعوة الرئاسات الثلاث لمؤتمر ديني، ووجود كل ألوان الطيف السياسي العراقي، يوحي بأن للسياسيين دور مهم؛ في تكوين قيم الاعتدال الديني والوطني لدى المجتمع، أما عدم حضور "المتطرفين" بكل ألوانهم الباهتة، يدل على أنهم يرفضون هذا التوجه المعتدل، لأنه يطيح بعروشهم المتشددة.

خسرت بلدان كثيرة من تجربة التطرف والتعنت، وتبعهم في هذه التجربة بعض سياسيينا بغباء مدقع، أدى إلى هذه النتائج الكارثية، فلم نجني سوى شعب نازح، وثروة مبددة، ووطن محتل وعلى حافة الانقسام، فهل علينا تكرار تجربة التطرف السابقة؟، أم المضي مع الوئام، والفكر الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك