أن تنتمي لحزب معين شي جيد, فربما تكسب بعض المال , وتنال كثير من الاهتمام, ولعلك تصبح مديرا عام أو عضو بالبرلمان, ولكن أن تنتمي للعراق فذلك هو الفوز العظيم. والشرف الكبير الذي لا يضاهيه شرف..
العراق ليس مجرد عنوان لبلد, بل هو رمز للمدنية والتمدن, رمز للإنسانية والتطور, رمز للمعاناة والكبرياء, رمز للتدين والتقاء الحضارات..
أنه وصفة تاريخية معاصرة, للعز والآباء, أنه والد وولد, أم وأبناء, عشق سرمدي, باقي لا ينتهي..
وكل العجب على من خانه, تخاذل وأرتضى كسب الدولارات, لتعينه في بلاد الغربة متنعما بذل الخيانة, على البقاء فيه عزيزا منتصرا, وهو وطن كل من فيه بمكانه منتصر, مازال متمسكا بالقيم وأصالة الحدث وطلاقة الحديث..
لقد ذابت كل عناوين الناس, في العراق, فيه تتلمذ سقراط, ليعلم طلبته معنى الفضيلة, ومحاكاة المثال, فنشئت على أفكاره حضارات الغرب كل الغرب..
في العراق صارت للحياة حلاوة, وذاق طعم العدالة الناس, فيه حفظت الحقوق, وأزدهرت العمارة وباقي الفنون, لينطلق بفضل مهندسيها, أتجاه في البناء جديد جنائن ومعلقات, زقورات وأهرامات... أمر اليوم لا ينكره احد, ولا يقوله بسبب الفساد والحقد كل أحد.
فقد تعالت أصوات النشاز, وصاحت الغربان, على العباد: "جئناكم بالخراب".
لقد عادتنا أقوام وأقوام, ومارسوا معنا أشد العذاب, ودمروا الشواهد, وأستمروا يخططون, ويدمرون وصولا الى الانسان العراقي, تلك القامة السامقة في عالم الانسانية.. الاعداء تحدوا كل الصعاب, مارسوا سياسة (فرق تسد), و (أضرب الحديد وهو حار), لتمزيق وحدة الجسد, وتصوير الخلاف على أنه حالة تاريخية كذبا .
لقد عشنا منذ الخليقة أخوة متحابين, ولكن هذا ديدن المارقين, صال الشر وجال في بعض النفوس, تعالت الرغبات, على المبادي, لتسيطر علينا أهؤانا, وتحكمنا أراذلنا, فما كان ألا أن تتحقق بعض أهداف الأعداء, وتسيل أنهر الدماء.
دماء زاكيات, أكيد ستمسح ذنوبنا وتنير دروبنا, أنها لوطنيين نذروا أنفسهم للبلد, فمنهم من مات ومنهم من ينتظر, أما حياة كريمة, أو ممات يغيض الاعداء فكلنا حشد..
لقد قتلوا ومارسوا التهجير من قبل, وهم اليوم يفعلون..
لكن يبقى لنا أمل في أبناء البلد أي بلد أنه العراق, وهم العراقيون, ليتوحدوا و بقوة يقولوها :نحن ضدكم كالجبال, لن تحطمونا بسهولة, فجذورنا عميقة في الارض, نحن سلالة بناة الحضارة والانبياء, نحن المسلمون حقا, ونحن المسيحيون صدقا, نحن السنة, نحن الشيعة, نحن شبك وتركمان وأيزيدين وصابئة, فسيفساء ملونة... يجمعها العراق.
هذه حقيقة تجسدت في مؤتمر الحوار الوطني للأديان, مؤتمر الانسانية والكرامة, الذي عجزت عنه حكومات, ورؤساء مؤتمر أجتمعت فيه كل الرموز والقيادات, تحت خيمة شيعية كريمة, تمثلت بالسيد الحكيم, ليرسلون للعالم رسالة مفادها مازلنا موحدين, أقوياء, وداعش سينتهي كما تحطمت من قبل على حدودنا وأرضنا الطغاة..
فنعم لكل العراق, وبخا بخا لمن جمع كل من يقال عنهم فرقاء.
https://telegram.me/buratha