رجال الحوزة العلمية اول الملبين والمضحين من اجل العراق ومقدساته
شغلت المرجعية المباركة أدواراً مهمة وأساسية في تعبئة الوجدان الانساني منذ انبثاق وجودها الميمون، للدفاع عن الوطن والدين والانسان في العديد من العهود المضنية، ولا يتم مثل هذا الأمر دون احتواء الوعي الاجتماعي العام، وبلورته بشكل حضاري لدى الجماهير. وفتوى الوجوب الكفائي الميمون في هذا الوقت، جاءت تواصلاً مع قيمة وجود المرجعية المباركة، وتمثيلاً للهوية الاسلامية الرافضة للظلم والعبودية والجور بكل أشكاله، وتعبيراً عن الموقف الوطني المجسد لكل التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي بجميع طوائفه وأطيافه التكوينية، في وقت راهن الكثير فيه على سقوط العراق في براثن الطائفية والعنجهية من دواعش العصر، وبقية أذناب الأنظمة الفاسدة. فكانت الفتوى انتفاضة حقيقية رفعت من الحالة المعنوية، ووضعت موازنة مذهلة لدور الدين القيادي؛ لكونها تكاملت من حيث قيم الاستجابة الشعبية، وارتباطا بالبنية العامة الشمولية، أي أنها لم تكن منطوية تحت ألوية مؤسساتية، أو تحزبات (ميليشية)، بل كانت ثورة عارمة، شكلت من الشعب جيشا عقائديا، لابد من التعامل معه كواقع منبثق من وجدان أمة، لديها القدرة على الحياة والحضور القوي في شتى الميادين. ومثل هذه القيم المبدعة بحاجة الى مستلزمات تأهيلها عسكرياً، لإعدادها بمستوى هذا الحدث الوجداني التعبوي المعبر عن ديمومة وجود الأمة المسلمة، والمنبثقة من جهادية أهل البيت (عليهم السلام)، وحكمة انسانيتهم، وتضحوية نهجهم القويم. لقد استطاعت انتفاضة المرجعية المباركة من إيقاد جذوتها، رغم كل محاولات الاعلام السياسي الضال الذي حاول وضع تفسيرات تنكيلية، وتوجيه تهم تمس الجوهر الانتمائي، وجعلها انتفاضة طائفية لتضيق على هذه الانتفاضة مساحات الانتشار والتأثير. وأي قراءة للأحداث الآن قادرة على رؤية ارتباط هذه الفتوى بالواقع، والتعبير عنه وطنيا وانسانيا، ورؤية الهجوم الشرس الذي حشد الكثير من الهويات الغريبة لاحتلال العراق، وقتل الانسان كقيمة آدمية، وتهديم كل ما يمثل الدين والإيمان والتأريخ… لقد استطاعت هذه الفتوى المجاهدة من تمثيل الغضب العراقي المؤمن ليتوهج ساطعا يهز عروش العتمة والظلام. إن القيمة الفكرية لهذه الفتوى المباركة تسمو على تلك الفتاوى التي صنعت في دهاليز السياسة لشيوخ تصنع الهراء، وتعمل لخلق الفتنة والتحريض على القتل والسلب والنهب، وعلى موبقات مخزية تجرح الحياء الانساني، وتسيء للدين الاسلامي الحنيف، بينما فتوى المرجعية المباركة سعت للاحتفاظ بقيم الطف الحسيني، وخلق موازنة قوى، لذلك كانت عبارة عن تعبئة الروح الانسانية لمقومات التضحية الحسينية، لمواجهة الباطل وايقاف تناميه. علي حسين الخبازأبناء الحوزة العلمية المياركة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha