المقالات

من حوار الأديان السماوية إلى حوار الأحزاب السياسية/ تحسين الفردوسي

1398 09:46:46 2015-02-08

تحسين الفردوسي
لم يكن يعلم (جورج لوكاس) وهو يعمل على إنتاج فلمه (حرب النجوم), أنه يوماً ما سيلهم أحدهم بعمل حركةٍ دينيةٍ جديدةٍ غير مألوفةٍ, فلمه الذي كان يتحدث فيه, عن القوة التي تعتبر هي الطاقة التي تبقي الكون, متماسكاً من حولنا, (جديز) أحد الكهنة أخذ الفكرة, وأدعى أنه القوة المتحكمة التي تدافع عن الأخلاق والعدالة, وأختلق ديانة جديدة غريبة, إمتزجت بين الديانة الطاوية والديانة البوذية.
بطبيعة الحال هكذا هي الشعوب, تقدس أديانها, وتفخر بحضارتها, وتحترم معتقداتها؛ فمنهم من يتراقص على أنغام بطولاته الماضية, ويترنح برموز تلك الإنتصارات, ويطور الهالة الصورية لماضيه, ليصون به حاضره, ويرفدُ أجيال مستقبله؛ ومنهم من أعتمد على العقيدة الرصينة, بعقلية القوة المدافعة, بعد إستثمار قوة المنطق الذي أهلك منطق القوة, فرَوى الدم السماوي, حاضر الأجيال المتعطشة للإنتصار, بأصلاب وأرحام المستقبل المُنتَظَر, لأن الشعب الذي ليس له جناح من الماضي, لا يستطيع أن يثبت بحاضره, أو يطير لمستقبله.
لنأخذ الهند نموذجاً للتعددية الدينية, بما تبلغ من مساحة 3,287,590كم2,قُدِّر سكانها في عام 2011م بـ 1,210,193,422 نسمة, وهي الثانية من عدد سكان العالم بعد الصين, حيث يعتمد نظام الحكم فيها على النظام الجمهوري الفيدرالي البرلماني, وتتكون من 28ولاية, وسبعة أقاليم إتحادية, حيث أنها تمتلك ثاني عشر أكبر إقتصاد في العالم, لسوق صرف العملات, ورابع أكبر قوة شرائية في العالم, ولها ما لها من تطور صناعي وعلمي وغيرها, مع وجود حالة الفقر في كثير من مناطقها, لما تمتلكه من كثافة سكانية هائلة.
توجد في الهند أكثر من 180 ديانة, وتقريباً 347 لغة, حيث تم إنعقاد إحصاء سكاني رسمي في الهند عام 2001م, شكل الهندوس أكبر الديانات في الهند, بنسبة 80.5%, وحل المسلمين ثانياً بنسبة 13.4%, والمسيحيين بـ 2.3%, والسيخ 1.9%, وديانات متفرقة تقدر بـ 1.8%, من المجموع, بل ذهب بعض الباحثين إلى أبعد من ذلك, وقالوا أن هنالك الألف من الأله تُعبد في الهند, مما ينفي لنا عنوان الأستغراب, عند سماعنا أن الأبقار والقردة والجرذان وغيرها, لها من المعابد التي تعبد فيها, ثمةَ من يذبح بقرةً ويطعم الناس بلحمها, تقرباً لوجه ربه؛ وفي المقابل هنالك من يعبد تلك البقرة ويقدسها, بل يتبرك بما يخرج منها, ولم نسمع يوماً بتنازع أو إقتتال أو إحتقانٍ فيما بينهم. 
أما بالنسبة للأديان السماوية, التي تعرف بأن لها كتب سماوية, فهي كلها متفقة على ربٌّ واحدٌ يعبد, وتشترك أيضاً بتحريم و تجريم إراقة الدماء؛ ومن هنا كان المنطق المشترك بين المؤتمرين للحوار الوطني بين الأديان, والذي أقيم على أرض الإعتدال, في أجواء التسامح المعتادة, بإدارةٍ ذات وسطيةٍ حكيمةٍ.
آملين بأن تضم هذه الخيمة المعطاءة, مؤتمراتٍ أُخرى على غرار هكذا مؤتمرات, مثل مؤتمراً وطنياً للحوار والتقارب بين الأحزاب السياسية, لما له من أهمية لحل التناحرات والخلافات الحاصلة بين الأحزاب, على ثقةٍ من أن هذه الخيمة لها من الفكر والمقبولية, على إحتضان مؤتمراتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ كبرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك