إن العالم الإسلامي يتعرض في هذه الأيام لأيام عصيبة تجذرت فيها أسباب الشقاق بين المسلمين وكان الوضع قبل سنين أفضل من السنوات الأخيرة لان الأفكار المتطرفة لم تكن منتشرة بالمستوى المخيف كما هي في هذه الأيام . وفي هذه الأيام نستذكر رجلا طالما شغل بحركته أذهان الكبار قبل الصغار وأيقظ بنهضته شعوبا من سباتها الطويل فكان رمزا للمستضعفين في كل مكان. وكان خطابه مع الشعوب دائما هو خطاب الأنبياء لا يفرق بين شخص وآخر ولا يرى امتيازا لشعب على بقية الشعوب فصارت خطواته طريقا للثائرين على الظلم والعدوان في كل البلدان.
وعندما تمر علينا هذه الذكرى نرى كيف أصبح وضع المسلمين المؤسف نتيجة المصالح التي مزقت الشعوب وجعلت الظلم والعدوان بين المسلمين وليس مع الأعداء في الوقت الذي شعرت فيه البلدان الإسلامية أنها قادرة على تغيير أوضاعها عندما رأت السيد الخميني يطيح بأقسى أنظمة الشرق الأوسط خلال أشهر من التحرك بين البلدان بعد تسفيره من العراق . وكانت سماته الشخصية هي التي جذبت إليه الكثير من المريدين ومن جميع الأطياف حتى أضحى شخصه مصدرا من مصادر فخر الشعوب لأنهم يرون فيه شخصية سعت إلى الخوض في طريق الموت من اجل الوصول إلى الكرامة والعزة. وقد تعلقت الشعوب الإسلامية بهذه الشخصية لدرجة كبيرة جدا حتى صارت النفوس تسعى لفعل المستحيل عندما رأت أن ما قام به السيد الخميني كان ضربا من الخيال !! وقد تحقق فعلا أمام الشعوب وبث فيها روح النهضة والصمود في مواجهة التحديات .
وفي كل عام يرجو المسلمون أن تتغير هذه الأوضاع التي يعيشونها إلى الأفضل على أمل ان تزداد همم القادة وتصبح النفوس كبيرة كما كانت همة السيد الخميني في مواجهة الصحاب والمخططات الاستكبارية التي ما انفكت تعمل على تفتيت الأمة بشتى السبل والوسائل .
وعندما نعود إلى الوراء نتذكر كيف كان السيد يواجه المشاكل التي تفتك بالأمة الإسلامية وكيف كان يضع الحلول لتجاوز مخططات الأعداء وكيف فشلت كل المحاولات البائسة في إحداث الشرخ بين الشعوب الإسلامية من اجل إضعاف شوكتها والسيطرة على مقدراتها .
وقد رسمت الدوائر الاستكبارية خططا في سبيل الوصول الى غاياتها والعمل للمستقبل المظلم في علاقات الشعوب مع بعضها الا ان الرد كان واضحا وجريئا وحاسما في رد هذه المحاولات بطريقة حفظت اللحمة بين الشعوب الاسلامية وجعلت الدوائر الغربية تفكر طويلا قبل ان تقدم على معاداة الشعوب الاسلامية لذلك لجات الى افتعال الحروب حتى تشغل البلدان فيما بينها ومع ذلك لم يكف السيد الخميني يوما عن ايجاد سبل التواصل بين البلدان حتى وصل الامر في كثير من الاحيان الى التحدي الصريح .
وعندما تسال الشعوب الغربية عن تصورهم عن السيد فانهم لا يجدون كلاما يقولونه سوى ان البحث عن الحرية امر مشروع وما صنعه من اجل شعبه هو هدف انساني لا يكف اي شعب حي عن المطالبة بهذه الامور لان الشعوب لا يمكن ان تحيا من دون ان تستنشق هواء العزة والكرامة وهذا ما سعى السيد الخميني لايقاظه في الشعوب المستضعفة حتى الشعوب المخالفة في العقيدة فقد طالب اتباع المسيح كما طالب اتباع الدين الاسلامي بالسعي نحو الحرية وعدم الرضوخ ابدا لاي حاكم يريد ان يسلبهم حقهم في الانسانية لان الانسانية لا يمكن ان تنفصل يوما عن الكرامة .
https://telegram.me/buratha