المقالات

بين أنهار الدماء..وقطرات الدم!/ سعدون الشحماني

2176 2015-02-19

سعدون الشحماني

عندما أقدم تنظيم داعش الإرهابي, على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة, إنقلبت الدنيا ولم تقعد, وضج العالم بوسائل إعلامه, وسياسييه, مابين مُستنكر, وناقم, ومتوعد.

هذا (العالم), وقف متفرجاً ينظر, منذ حوالي عشر سنوات, على أشلائنا, وهي تتمزق وتتناثر في الطرق والأسواق والجامعات, وفي كل زاوية من زوايا مدننا الشيعية.

نفس هذا (العالم), لم يهتز له ضمير, وهو يشاهد 1700 شاب شيعي, تم قتلهم, وبإبشع صور النذالة والخسة والوحشية, ذبحاً, وحرقاً, ورميأً, وإغراقاً, وخنقاً, ومن قِبل نفس التنظيم وحواضنه ومؤيديه.

ليس الأمر بمُستغرب, ففي عام 1991 صمت (العالم), لا بل ساعد الطاغية, على دفن عشرات الآلاف من ابنائنا, وهم أحياء, في مئات المقابر الجماعية, وتم بذلك إجهاض الإنتفاضة الشعبية الكبرى.

اليوم الأخوة في إتحاد القوى الوطنية (السنية), علقوا نشاطاتهم في البرلمان, والسبب, مقتل أحد شيوخهم , وتوعد المشيّعون, بـــــ(تمليخنا), نحنُ الشيعة, كما فعلوها على الدوام, وهتفوا بشعارات طائفية مسيئة, للمكون الأكبر, وأشبعونا سباً وشتائماً, أمام عدد من أعضاء الحكومة والبرلمان, يتصدرهم صالح المطلك.

يُقتل من الشيعة يومياً العشرات والمئات, من النساء والرجال والأطفال, وتمر تلك الجرائم, بشكل طبيعي جداً, وكأن دماء أتباع اهل البيت لا قيمة لها, كل ما في الأمر, أن بعض الفضائيات, تبث على (السبتايتل), وبشكل سريع, (إنفجار سيارة مفخخة) في الكاظمية أو مدينة الصدر أو الكرادة...أو مناطق شيعية أخرى, و (خلّفت العشرات من الشهداء والجرحى), هكذا بكل بساطة, ينتهي الخبر, والموضوع, لا تعليق عضوية, ولا تهديدات ولا شتائم ..هل أن أنهار دماؤنا رخيصة, وقطرات دمهم غالية ؟؟.

لا نتمنى طبعاً, أن يأخذ الموضوع بعداً طائفياً, ويُعطى أكبر من حجمه, خصوصاً وأن المتربصين, والمتصيدين كُثر, وليس لهم أولوية, أهم من إفشال الحكومة, خصوصاً بعد التقارب الحاصل, بين الأطراف العراقية, والقوى السياسية, ولكن هذا لا يعني أن نسمح لأي طرف أن يسيء إلينا, أو يستهين بتضحياتنا, ومثلما يعلم جميع أخوتنا في الوطن مدى صبرنا وحلمنا وأناتنا وحكمتنا, يعلمون كذلك مدى قوتنا, وتعدد خيارتنا.

• المتطوعين من ابطال الحشد الشعبي (الشيعة), يقاتلون الدواعش, ليس في الناصرية, ولا في كربلاء.. يقاتلونهم في صلاح الدين, والأنبار, ومدن سنية أخرى, وتلك رسالة لها دلالات ومعانٍ, كبيرة, واللبيب بالإشارة يفهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك