منذ سنوات طويلة والعراق يكابد الامرين من الارهاب ومن جميع الدول المحيطة والبعيدة , وعندما نستعرض الدول التي جاء منها الارهابيون نجدها كثيرة جدا منها السعودية والكويت ومصر والسودان وتونس وليبا وسوريا وفلسطين والاردن والجزائر وغيرها ...
وجاء الان عدد غير قليل من الجنسيات الاوربية لينضموا الى تلك الدول فصار العدد كبيرا جدا على الاحصاء .
وكان السبب وراء وجود هذه الاعداد الهائلة من شذاذ الافاق هو ان البعض منهم كان مرسلا من قبل حكومات بلدانهم وهؤلاء كانوا القلة منهم وكان البعض الاخر ينفذ مخطط حكومة بلده في العراق من دون تنسيق معها والبعض الثالث كان عنده اتفاق مع الحكومة العراقية على ان يقاتلوا ضد الامريكان حتى ان البعض من ضباط الامن العراقيين كانوا قد ذهبوا الى افغانستان من اجل هذه المهمة كما ورد في اعتراف بعض المعتقلين والبعض الرابع كان موجودا في العراق ويعمل مع الحكومة العراقية في الاجهزة الامنية والعسكرية ...
وكان العدد الاكبر منهم قد لقي حتفه في العراق الا ان البديل كان عراقيا ولم يكن من تلك الدول لان اكثر الذين رجعوا الى بلدانهم كانوا قد ندموا ولذلك لم يعودوا ولا شجعوا على الذهاب الى العراق من جديد.
وبعد مرور سنوات صارت المشكلة ليست بين الارهابيين وبين بقية الشعب العراقي ولكن صارت المشكلة بينهم وبين ابناء المناطق التي احتضنتهم فصار وجودهم مشكلة عندهم لان الارهابيين القادمين من الخارج كانوا يريدون ان يتسلطوا ويقودوا وابناء تلك المناطق لم يتعودا على ان يكونوا اتباعا ولذلك قام البعض من ابناء تلك المناطق بالسعي للخلاص منهم ووصل بهم الامر الى ان يضعوا ايديهم بيد الامريكان من اجل الخلاص فظهرت الصحوات التي قامت بالدور الاكبر من جهد التخلص من الارهابيين .
ولم يبق الكثير من الارهابيين الاجانب بعد تلك التطورات لان الصحوات قامت بدور كبير في القضاء عليهم وعلى تسلطهم على ابناء المدن العراقية .
وبعد ظهور الصحوات وعودة المغرر بهم من الاجانب الى بلدانهم بدات مرحلة جديدة من التاريخ عندما صارت بعض الدول في مهب الريح اثناء احداث الربيع العربي خصوصا مصر وتونس وليبيا وسوريا.
وبعد ان تبين ان النصر قادم لهذه الثورات بدات المرحلة الجديدة وهي مرحلة المواجهة بين ابناء الوطن والثقافة التي انتشرت بسبب عداء الشعب العراقي من قبل هذه الحكومات الفاسدة والمستبدة فعاد الارهاب الى مصر من مصر والى تونس من تونس والى لبييا من ليبيا والى سوريا من سوريا وهكذا .
والتساؤل الاساسي ماذا حصل حتى تصاب هذه الدول بهذا الوباء بالاضافة الى عدد من دول الخليج التي اصيبت قبلها كالسعودية والكويت اللتين لازالتا تعاني من هذا البلاء لولا تدخل المخابرات الاردنية والغربية في حمايتها من الاعمال الارهابية ؟؟؟؟.
والجواب واضح جدا فان دماء العراقيين التي سالت طوال هذه السنوات لن تذهب هدرا وان ما يقع الان ليس الا اثر طبيعي لما عاناه العراقيون من تلك الحكومات الفاسدة والعميلة للشيطان .
وفي الوقت الذي ناسف فيه على ذهاب الابرياء من هذه البلدان نتيجة ضرب الارهاب لهذه الدول نعتقد ان هذا الامر كان متوقعا منذ ان زرعت هذه الدول ابناءها في ارض الانبياء ولم تتخذ موقفا مشرفا عندما كانت تسقط المئات من الضحايا في مختلف المدن العراقية وخاصة المدن المقدسة .
فعندما كنا في الحج وجدنا احد الاشخاص الذين كانوا يؤدون عمرة نيابة عن طاغية بغداد المقبور وعندما سالناه لماذا تقوم بذلك , اجاب انه كان حاكما عادلا ويدافع عن القومية العربية.
فقلنا له لو كان صدام حاكما لكم وانتم تذمونه لم نكن لنقول لكم هذا الكلام ثم كيف تنسون مئات الالاف من الضحايا في بلادنا وكأن صدام بشر وبقية الشعب ليس كذلك وهو يستحق الحياة ونحن لا نستحق ...
ولم يخطر في بال هذا وامثاله ان الارهاب والقتل الذي يفتك بالشعب العراقي سيفتك يوما بابناء بلده وهذا ما حصل بالفعل ...
https://telegram.me/buratha