للتّوضيح؛ فانّ المقصود بالاسم الاول هو (نتنياهو) وبالاسم الثاني (نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية) والدافع لاختصار الاسمين هو الضرورة (البلاغيّة) لا اكثر.
فبرأيي؛ فانّ الاوّل يقود الان في واشنطن حرباً سياسيّة وديبلوماسيّة بالنّيابة عن الثاني، المتضّرر الاول والاكبر من اي تقارب بين الجمهورية الاسلامية في ايران من جهة وبين المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية من جهة اخرى، في إطار الاتفاق النووي المرتقب، لانه يعرف جيداً، الاوّل، بان كل ما قاله ويقوله بشان البرنامج النووي الإيراني هو محض هراء، فمنذ ان اطلق تحذيراته للمجتمع الدولي من على منبر هيئة الامم المتحدة قبل عامين بشأن هذا البرنامج عندما قال بان طهران تحتاج على الاكثر عام واحد فقط لتصنيع قنبلتها النووية، اتضح للعالم اليوم، وبعد مرور عامين اثنين وليس عام واحد، بان طهران لا تفكر بمثل هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.
وأضفت في برنامجين حواريّيْن على الهواء مباشرة، اليوم مع إذاعة (الشمس) الفلسطينية من مدينة رام الله واول من امس مع قناة (العالم) الفضائية؛
لقد جاء تكذيب جهاز المخابرات الاسرائيلي لكل ما سربه الاول من معلومات وتفسيرات الى عدد من دول العالم ليفضحه على رؤوس الأشهاد، فلقد جاء ذلك بمثابة رصاصة الرحمة على نعش أكاذيبه المقرفة.
انه يعرف جيداً بانه ليس بامكانه ابداً التأثير على مجريات وسير المفاوضات النووية الجارية منذ سنين، فهي من جانب مفاوضات دولية - إيرانية وليست أميركية - إيرانية، ومن جانب اخر فإنها دخلت مرحلة الحسم فلا يمكن لأي طرف العودة بها الى المربع الاول، فضلاً عن ان المجتمع الدولي من جانب وطهران من جانب آخر كلهم يَرَوْن ان في الاتفاق مصلحة للعالم وللمنطقة تحديداً فلماذا النكوص او التراجع؟.
تأسيساً على ذلك فانا اعتقد بان الاول يقود اليوم حرباً اعلاميّة وسياسية وديبلوماسية بالنيابة عن الثاني، الذي لا يرغب بالمطلق في ان يرى اي تحسّن في العلاقة بين طرفي المفاوضات الدولية الحالية والتي هي لا تقتصر على الملف النووي فحسب وانما شملت الكثير من الملفات الساخنة وعلى مدى (٣٦) عاماً هو تاريخ التوتر المستمر بين طهران (الثورة الاسلامية) والغرب بشكل عام وواشنطن على وجه الخصوص.
لقد ثبُت بالتجربة والواقع العملي ان الثاني، وعلى مدى عقود طويلة من الزمن، هو السبب المباشر لتدمير تطلعات شعوب المنطقة، وهو وراء كل مشاريع التدمير المنظم لهذه البلاد.
فعلى مدى (٨) سنوات قاد نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية حرباً ضروساً بين العراق وإيران الثّورة الفتيّة، بالمال والسلاح والعلاقات العامة والاعلام وبكل ما يمتلك. وما ان انتهت الحرب حتى بادر الى قيادة عملية تدمير أفغانستان بمسمى التحرير من الاحتلال، دامت (١١) عاماً تقريباً.
لتنتهي فيبدأ حرباً مدمّرة اخرى ضد العراق دامت لحد الان اكثر من ربع قرن تقريباً، خاصة منذ سقوط نظام الطاغية الذليل صدام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان، كذلك بالمال والاعلام وبفتاوى التكفير وبكل شيء.
انه يدفع المال اليوم لتدمير ليبيا واليمن وقبلهما فلسطين ولبنان، وسوريا على مدى السنوات الاربع الماضية.
ولذلك فانّ فرائص نظام القبيلة الفاسد هذا ترتعدُ فَرقاً من اي اتفاق من هذا النوع، لانّه سيُنهي دوره المتضخّم، والذي نفخ فيه الغرب لتوظيفه في حربه مع ايران طوال هذه المدة، وكلّنا يعرف ماذا كان حجم نظام القبيلة ودوره في مثل هذه الملفات إبان سلطة الشاه في طهران، والذي كان يعتبر شرطي المنطقة المعيّن من قبل الغرب وواشنطن تحديداً، فلقد كان هذا النظام كالقطّة المرعوبة أمامه.
انه اليوم يعتمد على الاول وما يمتلك من لوبي قوي في واشنطن للحيلولة دون احراز ايّ تقدمٍ ملموس ونهائي في العلاقة بين طهران والمجتمع الدولي، وتحديداً بينها وبين واشنطن، ولكنه لن.
https://telegram.me/buratha