وصدقَ مَنْ قال [اذا لَمْ تسْتح فافعلْ، أو قُلْ ما شِئْت] فعلى مدى ثلاث دورات برلمانيّة دستوريّة لم نسمع أحداً في مجلس النواب يعترض على غياب اي نائبٍ وجلّهم يغيبون بلا اعذار بالمطلق، بل انّ بعضَهم لم يحضر لحظة واحدة في دورة دستورية كاملة، أربع سنوات، ولكنّ عدداً منهم يطالب اليوم بمحاسبة النائب (هادي العامري) رئيس كتلة بدر في مجلس النواب، لانّه غابَ عن جلسات مجلس النواب! وحضر في ساحات القتال! وكأنّهم {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} لا يَرَوْن افعال الرّجال ولا يسمعون أخبار الأبطال في ساحات الوغى مع المقاتلين والمجاهدين، يُرخِص روحه ودمه دفاعاً عن اهِلنا في كلّ شبرٍ من ارض العراق الطاهرة التي دنّسها الارهابيون.
انتم تُقاتِلون من على الشاشة الصغيرة دفاعاً عن مرتّبكم الشهري، وهو يقاتل دفاعاً عن أعراضِكم وأرضِكم وأهليكم.
انتم تُقاتلون من خلف الحدود دفاعاً عن اجندات مشبوهة لنظام القبيلة الفاسد، وهو يدافع من أمامِ السّواتر الترابيّة عن شرف نسائِكم وبناتِكم.
انتم تُقاتلون من عواصم دول الجوار لاثارة النعرات الطائفية، وإضعاف معنويات العراقيين. كالمرجفين في المدينة والطابور الخامس وحصان طروادة، وهو يقاتل في كلّ شبرٍ اغتصبَهُ الارهابيون، ليضيفَ معنى من معاني النائب المنضبط والملتزم بأخلاقيات الموقع والمسؤولية.
انتم تُقاتلون لتجلسُوا في المقاعد الأمامية تحت قبّة البرلمان، لتظهروا في الشاشة اذا ما أخطأتم يوماً وحضرتُم جلسة! وهو يقاتل في الصّفوف الأماميّة في جبهات القتال بعيداً عن الاضواء والدّعاية الرخيصة.
انتم تلفّعهم باحدث اناقات الموضة العالميّة، وهو يرتدي لباس المقاتلين الشُّجعان والابطال فلا يميّزه شيئاً عنهم.
انتم جُبناء، وهو الشّجاع الذي وضع روحه ودمه في كفّه يبحث عن الشهادة في سبيل الله تعالى والمستضعفين {مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}.
انتم شعارُكم [القصعةُ مع مُعاوية أدسَم، والصّلاةُ خلفَ عليِّ أتمّ، والوقوفُ على التّلِّ أسلم] وهو شعارُه {إن كان دينُ مُحَمَّدٍ لَمْ يستقِمْ الّا بقتلي؛ فيا سُيوف خُذيني} و {هَيهات منّا الذّلة يأبى الله لنا ذَلِكَ ورسولُه والمؤمنون}.
انتم تتفّرجون على الارهابيين يغتصِبون حرائركم ويقتلون رجالكم، وهو يقاتلهم لإنقاذ ما تبقى من كلّ ذلك!.
انتم فقدتُم آخر قطرةٍ من حياء وغيرةٍ، وهو يقاتل ليحفظ لكم ولو قطرةً من حياءٍ وغيرةٍ.
انتم تتفرّجون عليه من شرفاتكم في عواصم نظم القبيلة الفاسدة، وهو يرمُقكم بنظرةٍ من طرْفٍ خفيٍّ، ان هلمّوا!.
انتمُ الاذلّون وهو وكل قواتنا الباسلة من الجيش والحشد الشعبي والبيشمرگة، الأعلَون.
انتم لا تستحون، وهو يموتُ خجلاً لانّ اعراضكم وأرضكم وأهليكم وكلّ شيء مُستباحٌ على يد الارهابيّين.
ولو كُنتم تستحون لما بحثتم عنه في مجلس النواب، من مواقعهم حيث تقيمون في هذه العاصمة او تلك.
ولو كنتم تخجلون لالتحق به واحدٌ منكم على الأقل، في ساحات الوغى، من باب ذرّ الرّماد في عيونِ أَهْلِ الرّمادي!.
اكثر من ثُلثِ عدد النواب، هو معدل الغياب في كل جلسات مجلس النواب، منذ أوّل دورة دستورية ولحدِّ هذه اللحظة، ولكن لم نسمع لكم ايّ اعتراضٍ او إشكال او دعوة للتّحقيق في الغيابات واسبابها، على الرّغم من ان المجلس كان قد شرّع قانوناً بهذا الشأن ركنهُ على الرفِّ، ولكنّكم لم تنبسوا ببنت شفة ابداً، لأنّكم مستفيدون من تغييب القانون وتجميده، فلم تتذكّروا الغيابات الا الان وفي حالة واحدةٍ فقط لا غير!.
كم انتم لا تخجلون! وكم انتم لا تستحون! والعتبُ ليس عليكم، وانّما على النّاخب الذي منحكم ثقتَه لتحجزوا مقعداً في مجلس النواب وليس جناحاً في فندق في هذه العاصمة او تلك!.
لقد خنتمُ الأمانة فلم تحجزوا من صوت الناخب الا المرتّب الشهري من دون ان تتواجدوا في موقع المسؤولية والذي ينحصر في احد اثنين لا ثالث لهما، كما هو معمولٌ به في كل دول العالم التي يحترم فيها النائب نفسه وثقة الناخب؛ فامّا تحت قبّة البرلمان وحضور الجلسات واجتماعات اللجان المختصّة، او في الدائرة الانتخابية يطلع النائب على معاناة وشكاوى وتطلعات الاهالي، فأين انتم الان؟!.
لا يراكم النّاخب لا في جلسات البرلمان ولا في دوائركم الانتخابية التي يحتلها الارهابيون منذ اشهر عديدة، فاذا كنتم تستنكفون حضور جلسات مجلس النواب لأنّكم ارفعُ منها شأناً وقيمةً وطنية! فلماذا لا نراكم في مناطقكم الانتخابية تقاتلون الى جانب ناخبيكم ضد الارهاب؟ ام أنكم تستنكفون حتى من هذا لانّ الاهالي ليسوا (قد المقام)؟!.
https://telegram.me/buratha