مهنـــــــد ال كزار
أنطلقت جحافل الثائرين الى تكريت, من خلال طريق يملكه الموت, الذي يتمسك بهذه الارض لاسباب مجهولة, لكي يضعوا لنا قاعدة جديدة مفادها ( أموت أنا لكي تحيا أنت ).
هذه المدينة التي سقطت بأيدي المتشبثين بأفكار التكفير والتطرف، منذ العاشر من حزيران من العام الماضي, والتي تحولت مع المناطق المجاورة لها جغرافيآ الى مدن يحكمها قانون الغاب الذي لايصلح العيش فيه الا للاقوى, هذا القانون الذي يعمد الى قطع الرؤوس التي لاتقتنع بالعودة الى عالم ماقبل العقد الاجتماعي.
تكريت هي العمق الاستراتيجي لهذه الجماعات الارهابية، لما لها من مكانة رمزية عند البعث، الذي يمثل الحليف الاقوى لداعش, وكذلك لموقعها الذي يتصل شمالآ بالموص،ل وغربآ بالانبار وكركوك شرقآ, كما أن السيطرة عليها سوف تؤمن الخط الممتد من سامراء وتكريت وصولآ الى بيجي, التي تحتوي على أكبر مصفاة نفط عراقية محاصرة منذ ذلك الوقت .
هذه العملية التي أنطلق منذ سبعة أيام، أعطت لجميع العمليات العسكرية طعمآ خاصآ, فبعد الصورة التي رسمت لهذا الوحش العملاق، الذي كان ينتظر منه السيطرة على بغداد بفترة قياسية, بسبب السرعة التي سيطر بها على المحافظات الشمالية, ومن خلال العمليات النوعية التي يقوم بها على جميع الجبهات, هاهو اليوم يبحث عن الطرق القصيرة لكي يسلكها للهروب, أمام رجالآ لبسوا القلوب على الدروع, وضعوا مستقبل وطنهم وأبنائهم امام نصب اعينهم, واستطاعوا ان يوصلوا رسالة بليغة جدآ، مفادها أن العقيدة الولائية للوطن والمرجعية هي السلاح الذي سوف يتحرر بة كل شبر من هذه المناطق, لكي تكون المنطلق للمعركة الكبيرة التي سيخوضونها في ام الربيعين.
يحق لنا ان نفتخر اليوم بهذه الصفوة, الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم، من أجل نصرة المبادىء والقيم, الذين علموا ان لا أحد يكسب المجد، وهو على فراش من ريش, بل ان مجد الأمم لا يبنى إلا بجماجم الشهداء.
لقد أثبتوا بأن المجتمع الذي يعيش بروح الجهاد، ويستعد له لا يمكن أن ينقسم على نفسه فليس هناك أقوى من وحدة الدم ( سرايا عاشوراء, الجهاد, العقيدة, بدر, عصائب أهل الحق، كتائب حزب الله ..وباقي فصائل المجد ، التي لا يسع المقام لذكرها جميعا.
هذا الزخم من الجيل المقاتل من اجل الحرية والعقيدة, هذه السواعد التي عانقت الموت وأثبتت للعالم بأننا شعب مسالم, ولكن ما ان يطلب منا قادتنا ومراجعنا، ان نقاتل ونتسلح، فأننا نكون على أهبة الاستعداد وفي زمن قياسي.
ان ابناء القوات الامنية والحشد الشعبي مطالبين بالحفاظ على انفسهم كما هم مطالبين بالنصر, فأن نصرنا يكتمل برؤيتهم عائدين ألى احضان أمهاتهم ويعانقون أهلهم واحبتهم.
https://telegram.me/buratha