المقالات

لعبة التأثير بين الولايات المتحدة وإيران/ باقر العراقي

1868 2015-03-09

باقر العراقي

شهدت الحرب العالمية الثانية، انتهاء قوى عالمية كاليابان العسكرية وايطاليا الفاشية وألمانيا النازية، أو ما يسمى بدول المحور، وظهور قوى جديدة على الساحة أهمها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، واستمر الصراع من خلال الحرب الباردة لحين سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى عدة دول لتكون الولايات المتحدة الدولة المؤثرة الأولى على العالم.

هناك دول تؤثر في العالم ولا تتأثر كالولايات المتحدة، وهناك دول تتأثر وتؤثر كالدول الأوربية والقليل من الدول كإيران مثلا، وهناك دول لا تتأثر ولا تؤثر لأنها مستقرة من جميع النواحي كالسويد وسويسرا، بينما بقية دول العالم تتأثر ولا تؤثر كأغلب دول العالم الثالث والدول العربية بشكل عام، والعراق بوضعه الحالي.

التأثير في الغالب يكون عسكريا، أما الآن أصبحت السيطرة رأسمالية؛ اقتصادية؛ تكنولوجية؛ عسكرية، وبذلك أصبحت أمريكا القطب الأوحد في العالم، لكن بعد حرب لبنان 2006، وبعد حروب الربيع العربي، أخذت موازين القوى تتغير، بشكل ملفت للانتباه.

داعش تتربع على عرش الإرهاب العالمي، وترث كل المنظمات الإرهابية التي تدعي الإسلام، وبإحاطة أمريكية إسرائيلية واضحة، حسب نظرية الاحتواء، وتدق ناقوس الخطر في سوريا، تحتل جزء كبير من العراق، وتهدد العتبات الإسلامية في كلا البلدين، لكن الرد كان تحالفا مؤثرا وثلاثيا، بين العراق وسوريا وإيران.

استقر الوضع في سوريا على حرب استنزافية، قصتها كر وفر، ويبدو أمدها طويل، فلو انتصر فيها النظام السوري ومن يسانده، كان النصر لإيران على أمريكا ومن يواليها، ولو حصل العكس كان نصرا أمريكيا بامتياز.

تستمر قصة التأثير بين البلدين لتنتقل الى العراق هذه المرة، وكانت إرادة أمريكا تريد إطالة بقاء داعش في العراق إلى أمد غير منظور، لكن هناك إرادة أخرى، انطلقت من النجف الاشرف لتقلب الموازين، ولتبقي حرب التأثير مستمرة بين أمريكا وإيران.

إيران وقفت موقفا مميزا، تمليه عليها حساسية الظروف، لتكون المؤثر الأساسي فيها، فجهزت العراقيين بالسلاح والجهد الاستخباري، بينما تستمر داعش بالحصول على احدث الأسلحة والتقنيات العسكرية، إلى أن نضجت خطة تحرير صلاح الدين، "التي لم يشارك فيها التحالف الدولي" فكان التنافس شديدا، وكأنها حرب بين الدولتين وليس بين داعش والعراق.

فلو انتصرت إرادة العراقيين على داعش وتحررت صلاح الدين، فهو أيضا نصر لإيران على كل أعداءها في المنطقة والعالم، ولو لم يستطع العراقيون تحرير صلاح الدين، فهو صمود بين وواضح لأمريكا وكل حلفاءها بالمنطقة، مقابل إيران.

تستمر إيران في كسب الأرض، ليصبح تأثيرها من باب المندب واليمن جنوبا الى اللاذقية والبحر المتوسط شمالا، وتستمر معركة كسر العظم بين الدولتين، ليتأثر من هو ضعيف ويؤثر من هو الأقوى، ويبقى العراق أحدى الساحات العالمية، لحرب ربما سيطول أمدها، عنوانها النفوذ والتأثير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك