المقالات

أمريكا والعراق..تعددية الخيارات ومحدودية النتائج/ أحمد الملة ياسين

1596 2015-03-09

أحمد الملة ياسين

يبدو أن العام ٢٠١٥ ؛ هو عام الخيارات الصعبة للسياسة الأمريكية، أبرز سماته التردد في إتخاذ القرار. فالصقيع الذي يضرب رُكب جون كيري، شلّ رشاقته "المأمولة"،  في زمن المارثونات الكبرى، في تكريت وكييف وطهران وصنعاء.

هل من مصلحة الولايات المتحدة، حسم الموقف في العراق، أم إدارته عبر العمل على ايجاد توازن، بين جميع الأطراف، يحول دون أن يجهز طرف على آخر؟!

لو لم تتدخل أمريكا كحليف حقيقي في العراق، فستكون أمام قدرين أحلاهما علقم!

الأول: ينتصر أنصار (محمد بن عبدالله)، على أنصار (محمد بن عبدالوهاب) - كلاً مع من تحالف -! وهنا سيدخل العراق رسمياً ،وبالأهازيج والدبكات محور "الممانعة"، ممتلكاً الخبرة والرغبة والشراسة، بما تهيأ له من قوة شعبية مقاتلة وجبارة، تملك حظوظاً في الإمداد البشري، أكثر من أن تستوعب.

سيضاف ذلك إلى قوات الحرس الثوري، وحزب الله وحماس والحوثيين والجيش السوري، وبذلك سيقفل الشرق الأوسط لمحور دون أخر.

اذاً سيخسر العم سام قطعة الشطرنج الكبرى!

الثاني: لو طالت معركة تحرير تكريت والموصل، فسيكون ذلك بجهد أمريكي دون شك، وكل يوم سيمضي، سيزداد فيه إنتماء العراق إلى نادي "الممانعة"، ومن المفيد التذكير بأن وجود "الخطر" و"التهديد" و"العدو"،  هو أبرز ما ينمّي هذا المحور، ويطوره ويصقل تجاربه، وأكثر ما يفككه هو الركود والرتابة، وفي هذه الحالة ستخسر الإدارة الأمريكية أيضاً.

الحل الوحيد؛ هو أن تشترك الولايات المتحدة بجدية في عمليات وتكريت، وتسرق النصر الذي يلوح في الأفق من جميع الأطراف، وتلمم ما تبقى لها من أوراق على هذه الطاولة المحروقة، تمهيدا لرهان آخر يتسم مقامروه بالدهاء والبديهة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك