رحمن الفياض
كان للمغول والتتار ديانة عجيبة وغريبة, وهي خليط من ديانات مختلفة, فقد جمع جنكيز خان بعض من شرائع الدين الإسلامي, وبعضٌ منالديانة المسيحية, وبعض آخر من البوذية والهندوسية, وأضاف لها نصوصا شرعها, وأخرج كتابا جعله دستورا للمغول، أسماه (الباسك اوالباسق)، وسرعان ما اتسعت مملكته، حتى بلغت الشرق والغرب..
كان جنكيز خان سفاكا للدماء؛ متعطشا للقتل, لقب نفسه بلقب (قاهر الملوك) أو (ملك الملوك)، السبب الحقيقي وراء استيلاءه، على البلاد الإسلامية هو ألتفرقة, والتناحر بين الممالك والدويلات الإسلامية.
ما أشبه اليوم بالأمس, فقد هجمت بسرعة فائقة مجموعة من الرعاع, والعصابات المجرمة؛ المتعطشة للقتل والفتك، تشبه تلك الموجات من التتار والمغول التي ذكرها التاريخ, وأحتلت أراضٍ واسعة من العراق, وتجاوزت كل الحدود؛ في القتل والسبي والذبح، وحرق وتدمير الإرث الحضاري، ونشرت أفكارها المنحرفة والمتطرفة، إحتلت هذه الموجه المغولية، حقول النفط في بعض المحافظات, وقامت بتصديره بأسعار زهيدة، إلى شركات وتجار، يوفرون مصادر التمويل لهم من سلاح وأموال، حيث نتابع بين فترة وأخرى, قيام طائرات مجهولة، بإلقاء كميات من الأسلحة والمساعدات إلى داعش خان.
إن ما يحدث يدل بصورة لا تقبل الشك, أن هذه العصابات مدعومة من مخابرات عالمية، وشركات وتجار الأسلحة، إذ تدعمهم ماليا وعسكريا، بالإضافة إلى جهات تدعي التدين والعلم، وتوفر البيئة المناسبة لها، من فتاوى وأفكار منحرفة, على طريقة "باسك اوباسق" جنكيز خان، التي لا تستند الى أساس ديني وعقائدي.
لقد ساهمت هذه الفتاوى؛ بتدفق ألاف من الشباب المتطرف، الموعود بالجنة، يقودهم داعش خان، فأصبح العراق ملاذا لهذه الشرذمة، من قطاع الطرق المنبوذين في مجتمعاتهم.
السؤال هنا؛ موجه إلى الإدارة الأمريكية، ودول التحالف التي تمتلك الأساطيل والجيوش, ومنظومات الاستخبارات، والأقمار الصناعية المخصصة للتجسس..ما حدى مما بدى، حتى ما أن إستولت هذه الفئة الضالة،على مساحات واسعة من العراق, فبدأت الإدارة الأمريكية، تفكر بتكوين حلف دولي لمحاربة الإرهاب؟! وهل الإدارة الأمريكية عاجزة عن القضاء على داعش خان؟! أم هناك أيادي خفية لإنشاء إمبراطورية تهدد السلم في المنطقة، على غرار الكيان الصهيوني؟! وتكون أداة لتهديد أعراب الخليج.
مجرد سؤال؛ يحتاج إلى أجابة من الدولة الأقوى عالميا.
العراقيون قالوا كلمتهم بوضوح، وبصوت واحد، من خلال الانتصارات المتحققة على هذه الإمبراطورية المزعومة، وبسواعد المجاهدين والقوات الأمنية، وستفضح الأيام زيف القوة الغربية وإعلامها، ومن يقف معها من أعراب الخليج، أن وجود إمبراطورية داعش خان في مخيلتهم فقط، لأن للعراق (مرجعا) يقوده.
https://telegram.me/buratha