المقالات

عندما يكون المصلح متهما..!/ عباس الكتبي

1857 11:27:06 2015-03-26

عباس الكتبي

لا يصيبنا العجب، ولا تآخذنا الدهشة، حين نرى المصلحين متهمين من قبل مجتماعتهم، فهي سنة من السنن الألهية، التي جرت أن يبتليهم( المصلحين) خالقهم بصنفين من الناس، هما: المترفين، والمفسدين.

فلو أستنطقت القرآن، أخبرك في آية يدق فيها جرس الأنذار( قل سيروا في الأرض...)،ولو أستطلعت التاريخ وأستقرئت أحداثه، أعطاك نتائجه.

المصلحين وفي مقدمتهم الأنبياء والأوصياء، ثم الأمثل فألأمثل، تعرضوا لكثير من صنوف الأتهام، لاسيما منها تسقيط الشخصية، وما نسميه اليوم بالتسقيط الأعلامي، أذا صح التعبير.

فنوح أتهم بالجنون! وأبراهيم بالإفساد! وموسى بالسحر! ونبينا( عليه وعليهم وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) نال حصته من جميع الأتهامات!

بعد أن كان في قومه سنين طويلة، الصادق الأمين! يصير في ليلة وضحاها عندهم، كذّاب، وساحر، ومجنون؟!

هذه الظاهرة الأزدواجية موجودة في كل مجتمع، وبالذات عند النفعيين، والأنتهازيين، والمنافقين.

فالمسلمون الأوائل الذين عاصروا النبي، والذين شاهدوا معجزاته ورأو أخلاقه، التي دخل أكثر المسلمون الاسلام بسببها، والذي وصفه القرآن بها( وأنّك لعلى خُلق عظيم)،والذي قال عنه( وما ينطق عن الهوى…)، لكن يتهمه من يدعي الصحبة والأسلام عند موته بالهجر؟! ويتسارعون الى السقيفة جاحدين وصيته.

ثم أخذ وصيه، علي بن أبي طالب وأبنيه الحسن والحسين( عليهم السلام)، حصتهم من تلك الأتهامات، فبعد أن سمعوا أحاديث النبي( ص)ووعوها( علي أقضاكم)، (علي أعدلكم)،(علي أفقهكم)، وبعد ان ابعدوه عن حقه، يبايعونه على السمع والطاعة وبأختيارهم، بما فيهم طلحة والزبير، لكن نرى هذين الأثنين، قاموا بجلب الجمل وصاحبته، متهمين علي بقتل عثمان؟!

كما نرى ذلك مع ولده الامام الحسن( ع)، كيف بعد أن بايعوه، طعنوه بخنجر قائلين له يا مذل المؤمنين؟!

وهكذا أخيه الأمام الحسين( ع)،فبعد أرسال الكتب منهم له، أقبل على جند مجنّدة، قالوا عنه خارجي، ثم قتلوه هو وأهله وأصحابه؟!

هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في التاريخ، حتى المعاصر، وما نشاهده في واقعنا غير مستغرب.

فما نراه من بعض دعاة الأسلام، المؤمنين بالقرآن، يتهم المرجع الشيخ( بشير النجفي)، بقوميته الباكستانية! ويتهم المرجعية بقوميتها الفارسية! وهو يقرأ قوله تعالى( وجعلناكم شعوب وقبائل…)؟!

أو نرى تلك المرأة، التي كانت بوقاً من أبواق سيدها، تظهر على القنوات الأعلامية وتتحدث، متهمة المرجعية بعدم المعرفة بالسياسة، وعليها ان تتجنبها! ونست أنها هي وكبيرها جآءت بأسم المرجعية؟!

وما هذه الهجمة الأعلامية الشرسة، والأتهامات الباطلة، ضد حكومة العبادي، والحشد الشعبي، والسيد عمار الحكيم، إلاّ أستكمال لمسيرة المترفين والمفسدين، ضد المصلحين، الذين يريدون أن يصلحوا ما أفسدته الحكومة السابقة.

هذه الهجمة الأعلامية، وراها جهات معروفة، لا تخفى على اللبيب! فقد برزت وظهرت بقوة، عندما أُزيح المتشبثين بالسلطة والمنصب( بقوة الديمقراطية).

لكن هل يؤثر النفعيين، والانتهازيين، والمنافقين على مسيرة المصلحين؟:كلا!

صحيح أن المصلحين، يعانون وطريقهم وعر، وأمامهم عقبات صعبة وعصية، لكن لم ييأسوا ولم يتراجعوا، متسلحين- بسلاح الصبر وألايمان، وفي نهاية المطاف النصر حليفهم.

وما أجمل ما قاله الشاعر الشعبي المبدع( ناظم الحاشي:( دووس الورد وانت تشوف.. عطر الورد ما ينداس)، فهم( المصلحين)، رغم الأتهامات والضغوط التي عليهم، تراهم لا يخرج منهم الاّ الطيب من الأخلاق، فأذا ملكوا كان العفو سجيتهم! وأذا أُسيء أليهم ردوا بألاحسان!

( وأمّا الزّبد فيذهب جفاء.. وأمّا ما ينفع الناس فيمكث…).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك