المقالات

الوجه الأخر لهيومن رايتس ووتش

2008 22:35:42 2015-04-03

عندما يمتزج الماء بالخمر, في عالم الفقه والطب, فأن ذلك الماء يتنجس بمحلول المسكر, يحرم شربه كما يمنع صحياً تعاطيه, وهذا ما يحدث عند اختلاط الخير بالشر في عمل الأشخاص والمؤسسات, يسلب دنس الشر طهارة ثوب الخير الذي يتآزرون به, فلا يبقى إلا الدنس الذي يمثل صورة حية للشيطان, الذي نلعنه جميعاً ونحتاط من أفعاله.

إرساء الخير و إدانة الشر, مفهومين نرى منظمة حقوق الإنسان, ترفع شعار تطبيقهما, وتدعي حيادية عملها وبياناتها, في محاولات متكررة لتسويق صورة.. المنظمة الراعية للإنسان والمطالبة بحقوقه, وهو الأمر الذي إن (صح تطبيقه) فانه من عجائب الدهر, لما نشهده من عشق عالمي ممنهج للحرب والموت. تلك الشعارات لم تجد مسلكا أمنا في عالم اليوم, حيث للسياسة والصفقات وشراء الذمم, المتسع الأكبر من خارطته, والمنظمة وقعت ضحية تلك المسميات المشبوهة, لتغادر دور الضحية وهي ترتدي جلباب النفاق والتكذيب والتزييف, فيما يعيش العالم في نفق خدعها و بياناتها, وهي حتى وان كانت كاذبة, فأن متابعيها ومروجيها كثر.

حذرت (هيومن رايتس ووتش) ومن خلال بيانات, تكرر إصدارها و ازداد الاهتمام بها, المجتمع الدولي من تسليح بما أسمته (طرفي النزاع) في سوريا, معللة ذلك بأنهما لا يحترما حقوق الإنسان, ويستخدمان السلاح في مناطق مأهولة بالسكان, والغريب بالأمر بأنها تعطي شرعية للمتشددين, وتعتبرهم طرف في صراع.. قد يفسر على انه صراع سياسي, تجرده بذلك من صبغته الإرهابية قاتمة اللون.

العراق أيضا كان له نصيب من انتقادات المنظمة, مست ببياناتها وتر حساس من صميم الإنسانية, التي تتبجح بالدفاع عن وجودها, فقد استهدفت الحشد الشعبي والمنظومة العسكرية العراقية, التي تقاتل نيابة عن العالم اجمع والإنسانية ومبادئها, أقسى المنظمات الإرهابية متمثلة بداعش.
منظمة الجريمة.. التي تساند الجريمة المنظمة! 

ورقة حقوق الإنسان (في مراحل الحرب), تستند على مبادئ عدة أهمها.. التمييز بين المحاربين والمدنيين, شيء جميل جداً اعتماد مثل هذا المبدأ للتقييم, لكن هناك أسئلة تدغدغ عقولنا, هل ميزت داعش بين السكان لحظة دخولها تلك المناطق؟ هل يمكن اعتبار ما يدور في العراق وسوريا حرب بمفهوم الجبهات؟ إلا تنتهك داعش كل معاني حقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها؟ هل يحقق تقدم داعش على حساب القوات النظامية, تقدما في مجال حقوق الإنسان بمستواه العالمي؟
ثم.. لماذا يغيب صوت المنظمة عن عاصفة الحزم؟!
كيف تميز مئات من الطائرات بين الأبرياء والمقاتلين؟!
ما هو سبب نعومة صوت (هيومن) الذي اعتدناه خشناً؟!

نشرت منظمة حقوق الإنسان في وقت سابق, تقارير تفيد بوجود بقايا قنابل عنقودية لم تنفجر, من مخلفات حرب 2009 في صعدة وأجزاء أخرى من اليمن, وهذه القنابل التي ألقتها الطائرات السعودية محرمة دولياً, ومع ذلك كان رد المنظمة خجلا لا يمكن أن يفهم على انه تحذير, أو مطالبة بتوقف تسليح المملكة أو حتى انتقاده, والغريب في الأمر إن نتائج بيان حقوق الإنسان, ساعد العربية السعودية بتصدر قائمة أكثر الدول.. المستوردة للأسلحة على مستوى العالم عام 2014!

ماذا لو كانت إيران هي الأولى في استيراد الأسلحة؟

هذا السؤال يقودنا إلى فهم طبيعة عمل المنظمة, فعلى الرغم من كل المسرحيات التي أخرجتها السعودية, تدعي من خلالها إدانتها وكرهها لإسرائيل والغرب, إلا إن صفقات التسليح التي برمتها المملكة, لم تشعر كلاهما بالقلق! وهو بالتالي لم يحرك إنسانية المنظمة الراعية للإنسان.
هم يفهمون إن الإنسان هو فقط من يقطن في إسرائيل, أو من يساعد في تحقيق امن هذا الإنسان من حلفاءها, من يعيش إذن في اليمن,سوريا, العراق؟!

"عاصفة الحزم" قد تحسم ملف شائك جدا, هو كشف عورة أل سعود وملكهم العقيم, الملف الذي تأبى حقوق الإنسان إظهاره للعيان, لا يمكن إنكار كل الدمار الذي حل باليمن والعراق وسوريا, تلك الحروب التي يخوضها مرضى الزهايمر بالأصالة والوكالة, الشهداء.. والجرحى والأرامل والأيتام وصوت مئات الطائرات, سيكونون شهود للوجه الأخر للمنظمة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك