فجّر العراقيون انتفاضتهم الباسلة ضد النظام الشمولي القومجي العنصري الطائفي عام ١٩٩١ إثْرَ هزيمتهِ النّكراء والمخزية في ما عُرفت بحرب الخليج، اثر احتلاله للجارة الكويت.
وبسبب التّحريض المباشر من قبل نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، ضد الانتفاضة، سمحَ (الحُلفاء) لنظام الطاغية الذليل باستخدام الطيران لقمع الانتفاضة والقضاء عليها، وهذا ما حصل، بعد ان دفع العراقيون ثمناً باهضاً جداً تمثّل بقافلة طويلة جداً من الشهداء الابرار وضحايا المقابر الجماعية واعداد غفيرة من المهاجرين.
ولقد دخلت القضيّة العراقيّة جرّاء هذه التطوّرات الداخلية والخارجية، الإقليمية والدولية، مرحلة حسّاسة فرضت على قادة المعارضة العراقيّة اجندات وأدوات وطريقة تفكير جديدة بشكل كامل. ولقد كانت الحركة الاسلامية المعني الاول والاكبر في كلّ ذلك، لما تتمتّع به من حضور ميداني واسع، تتحمّل بإزائه المسؤولية المباشرة، فكان يجب عليها ان تأخذ بزمام المبادرة بأسرع وقت.
في هذه الأثناء شكّلت فصائل الحركة الاسلامية في العراق مجلساً قيادياً لتوحيد الرؤى وتنسيق العمل المشترك فيما بينها، للنهوض بأدائها الى مستوى التحدّي الكبير الذي بات يعيشه العراق بسبب ما خلقته الانتفاضة من تطورات ميدانية وتغييرات إقليمية ودولية نقلت القضية العراقية الى مرحلة جديدة تختلف كلياً عمّا هو موجود.ولقد تشكّل المجلس الذي أطلق عليه اسم (البيت الاسلامي) من السّادة؛
اية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم.
اية الله الشيخ محمد باقر الناصري.
آيه الله السيد محمد تقي المدرسي.
اية الله الشيخ محمد مهدي الاصفي.
حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد الحيدري.
حجة الاسلام والمسلمين السيد سامي البدري.
المرحوم حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم.
الشهيد عز الدين سليم.
المرحوم حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محسن الحسيني.
الحاج علي الأديب.
الدكتور خضير الخُزاعي.
نــــــــزار حيدر.
يمثّلون بمجموعهم القوى السّياسية التّالية اسماءهم؛
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.
حزب الدعوة الاسلامية.
منظمة العمل الاسلامي.
حركة الدعوة الاسلامية.
حركة جند الامام.
جماعة العلماء في العراق.
ولقد واصل المجلس اجتماعاته بشكل مكثّف يناقش الظروف الجديدة وآفاق المستقبل، فتبنّى رؤى جديدة ورسم خططاً حديثة تتناسب والظروف الجديدة التي تمر بها القضية العراقية. ومن بين ما اتّفق عليه المجلس هو ضرورة التحرك على المجتمع الدولي، كونه دخل كعاملٍ مهمّ في القضية، بعد ان ورّط نظام الطاغية العراق في حربه العبثيّة ضد المجتمع الدولي، من جانب، وبسبب الموقف السّلبي للأخير من الانتفاضة الشعبانيّة بشكلٍ خاص ومن تطلعات الشعب العراقي بشكل عام بسبب غياب قواه السياسية الفاعلة عن الساحة الدولية وعدم تواصلها مع القوى الدّولية المؤثّرة، من جانب آخر.
اثر ذلك، بدأ التحرّك السياسي والدبلوماسي الدولي بهدف التواصل مع المجتمع الدولي، فتمّ وقتها إنجاز اوّل حركة سياسيّة ودبلوماسية على الصعيد الدولي بهذا الصدد والتي تمثلت باللقاء الذي تم بين الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والوفد المرافق له مع الامين العام للأمم المتحدة وقتها السيد خافير بيريز دي كوييار، وذلك في جنيف.
في نفس الوقت بدأت فكرة التأسيس لمظلّة سياسية شاملة تجمع كل القوى السياسية في المعارضة العراقية، من خلال عقد مؤتمر عام تنبثق عنه مؤسسات قيادية تاخذ على عاتقها التّخطيط وتنفيذ السياسات الجديدة التي تنسجم والظروف الإقليمية والدولية الجديدة التي احاطت بالقضية العراقية اثر حرب تحرير الكويت والانتفاضة الشعبانية (آذار ١٩٩١) الباسلة والخالدة.
هنا برز الدّور المرتقب الذي سيلعبه السيد محمد بحر العلوم كونهُ الشّخصية العراقية الاقدر من بين الجميع على جمع شمل قوى المعارضة لما يتمتّع به من صفات كانت مطلوبة لإنجاز مثل هذا المشروع الوطني الهام.
يتبع
https://telegram.me/buratha