واخيراً؛ تُوِّجت الجهود التي بذلها قادة في المعارضة العراقية، وعلى رأسهم السيد محمد بحر العلوم، بولادة المشروع القيادي الذي جمع كلّ فصائلها وشخصيّاتها، وذلك على مرحلتين؛
المرحلة الاولى؛ تمثّلت بانعقاد المؤتمر العام للمعارضة في (فينا) والذي قاطعته، لأسباب عديدة، عدد من القوى السياسية الرئيسية من التيارين الاساسيّين في حركة المعارضة الا وهما، الاسلامي والقومي. وقد انبثق عن اجتماع (فينا) مشروع (المؤتمر الوطني العراقي) الذي شكّل جمعية عامة ومجلس تنفيذي.
المرحلة الثانية؛ تمثلّت بانعقاد الاجتماع الموسّع لكلّ قوى المعارضة تقريباً والذي شمل (المؤتمر الوطني العراقي) وكل القوى التي قاطعت (مؤتمر فينا) وذلك في مصيف (صلاح الدين) في محافظة اربيل بإقليم كردستان، والذي انبثق عنه (المؤتمر الوطني العراقي الموحد) الذي انبثقت عنه المؤسسات التالية؛
الهيئة العامة من حوالي (٤٥٠) عضواً مثّلوا كل اطياف حركة المعارضة العراقية بلا استثناء.
المجلس الرئاسي، والذي انتخبته الهيئة العامة، وقد تشكل من السادة (العلامة محمد بحر العلوم، مسعود البارزاني، والمرحوم حسن مصطفى النقيب).
المجلس التنفيذي والذي رشّحه المجلس الرئاسي للهيئة العامة التي صادقت بدورها عليه، وقد تشكل من (٢٥) عضواً مثّلواً، كذلك، كل اطياف حركة المعارضة العراقية بلا استثناء. وكنت شخصياً أحد أعضائه.
المجلس الاستشاري والذي تشكّل من اكثر من (٥٠) عضواً مثّلوا كل الاطياف والشخصيات المعارضة.
وفي اول اجتماع للمجلس التنفيذي تم انتخاب الدكتور احمد عبد الهادي الجلبي رئيساً له. كما تمّ انتخاب الدكتور عبد الحسين شعبان أميناً للسرّ والدكتور صلاح الشيخلي ناطقاً رسمياً باسم المؤتمر. كما تم ّتشكيل المكاتب التنفيذية وانتخاب رؤسائها. وقد تقرر إصدار صحيفة رسمية باسم المؤتمر حملت اسم (المؤتمر) كما تمّ تاسيس الإذاعة الناطقة باسم المؤتمر. ولقد اتخذ المؤتمر من مصيف (صلاح الدين) مقراً رئيسياً له.
وكانت الجمعية الوطنيّة قد صادقت على دستور المؤتمر والذي كان قد دوّنه واقترحه البروفيسور الدكتور القانوني الفذ السيد حسن عبد الهادي الجلبي.
ولقد بذل السّيد بحر العلوم جهداً كبيراً ومتميزاً في الفترة الممتدة بين انعقاد مؤتمر (فينا) ومؤتمر (صلاح الدين) لاقناع القوى السياسية المعارضة التي قاطعت المؤتمر الاول، وفيها قوى أساسية كالدعوة والمجلس والعمل، الى جانب عدد من قوى التيار القومي، فلولا قبولها حضور مؤتمر صلاح الدين ما كان يمكن ان نشهد ولادة (المؤتمر الوطني العراقي الموحّد).
بدأ السيد بحر العلوم تحرّكه السياسي وحركته المكوكيّة على القوى المقاطعة بُعيد الانتهاء من مؤتمر فينا، لتقريب وجهات النظر وإيجاد الارضيّة المشتركة بين جميع القوى لتسهيل عقد الاجتماع، فزار، بادئ ذي بدء، العاصمة طهران للقاء قادة الحركة الاسلامية، وعلى رأسهم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى، واية الله الشيخ الاصفي الناطق الرسمي باسم حزب الدعوة واية الله السيد محمد تقي المدرسي زعيم منظمة العمل، والشهيد عز الدين سليم (الحاج ابو ياسين) زعيم حركة الدعوة الاسلامية، وآخرون.
وخلال هذه الزيارة تشرّفتُ بزيارة السيد بحر العلوم في محلّ إقامته، فكانت الزيارة بالنسبة لي اول فرصة للتعرّف عليه عن قرب، اذ تبادلت معه الاّراء والأفكار وكل ما يتعلق بمشروع المؤتمر المزمع عقدهُ في صلاح الدين، كما اطلعتُ منه عن وجهة نظره بشأن مختلف القضايا التي تخصّ عمل المعارضة العراقية والظروف المستجدّة التي تحيط بالقضية العراقية اثر الانتفاضة الشعبانية الباسلة وتطوّرات الموقف الدولي المستجد بعد حرب تحرير الكويت.
وفي هذه الزيارة لم اشأ ان اعرِّفهُ بنفسي، على اعتبارها اوّل لقاء بيني وبينه.
فكيف ومتى عرّفته بنفسي؟!.
يتبع
https://telegram.me/buratha