لم يكن الحشد الشعبي وليد صدفة, أو تكوين عشوائي, الحشد الشعبي هو نتاج فتوى, لمرجعية عُرفت بزهدها وتقواها وورعها.
أطلقت المرجعية فتواها العظيمة بالجهاد الكفائي, بعدما رأت أرض العراق تستباح, من عصابات لا تعرف دين أو إنسانية.
إستباحت داعش مدن العراق, قتلت الرجال وسبتْ النساء وأغتصبتهن, وصادرت تلك العصابات دور المواطنين, وعبثت بمحتويات تلك الدور, ومارست عصابات داعش, أبشع صور التعسف والهتك في المناطق التي إستحوذت عليها.
مع كل ما قامت به العصابات الداعشية القذرة, لم نرَ "غيور" من سياسي السنة, أو قنواتهم الفضائية, موقف يدين أو يتصدى لتلك الممارسات.
صَمْتٌ مطبق أزاء إنتهاكات داعش, سكوت تام, هي ردة فعل من يدعي أنه يمثل السنة, بل تعدى الأمر إلى تأييد تلك العصابات, من قبل بعض الإرهابيين المنخرطين في العملية السياسية.
هؤلاء الصامتين حُلَّتْ عقد ألسنتهم, وإنطلقت سلاطتهم لتهاجم الحشد الشعبي, ذلك الحشد الذي نهض بفتوى المرجعية, لتخليص مدن العراق من الإحتلال الداعشي.
لم يأتي إتهام الحشد, من قبل هؤلاء السياسيين والقنوات المساندة لهم من فراغ, هم إستشعروا الخطر, بعدما تمت تعريتهم نتيجة إنتصارات الحشد المقدس, فكشفت تلك الأنتصارات, من هو مع الوطن, ومن هو واقف في صف الإرهاب.
جاءت الإنتصارات في تكريت تكملة لمشروع النجاح الذي حققه الحشد الشعبي, ومع رمزية تكريت لدى فلول البعث, كونها تمثل رأس النظام السابق, كانت الإنتصارات ذات وقع خاص في نفوس أعداء العراق, فجاءت ردودهم متخبطة, تبحث عن ثغرة لغرض الإساءة للحشد الشعبي.
إن إتهام الحشد بالسرقة, ونهب وحرق الممتلكات, هي إتهامات لا تستند لأرض الواقع, بدليل حسي ملموس, الإتهامات هي عبارة عن فبركات صور وفيديوات فيسبوكية لم يثبت صحتها لحد الآن.
أخلاقيات الحشد الشعبي, والعمق العقائدي الذي ينحدرون منه, وتوجيهات المرجعية ووصايها العشرين, هي أسمى من أن يتنزلوا بأنفسهم لسرقة ثلاجة, أو إطار سيارة وهم المضحين بأنفسهم لأجل الوطن.
إلتزام أفراد الحشد الشعبي, نابع من قيمهم الدينية, وإلتزامهم سيرة قادتهم, ولكن لنا في التاريخ أسوة, كما يخبرنا القرآن في قصة النبي يوسف عليه السلام, الذي كان يمثل قمة النقاء والطاهرة, فما كان من أخوته ولحسدهم أياه إلا أن يتهموه بالسرقة, وهو من تلك السرقة بُراء.
عبد الكاظم حسن الجابري
https://telegram.me/buratha