المقالات

لازال سيفُ الإسلامِ السياسيّ موْغلاً في نحرِ عليٍّ!!!

1544 03:04:57 2015-07-07

لم تكن حادثة إستهداف أمير المؤمنين عليه السلام ومقتله في محرابه ، حادثة إغتيال عابرة أو تصرّف شخصي قام به شخصٌ إرهابي يُدعى ( عبد الرحمن بن ملجم ) ينتمي الى جماعة متشددة يُطلق عليها إسم (الخوارج) ليس الأمرُ بهذه البساطة ؟ نعم كان ذلك المجرم اليد التي حملت السيف المسموم ونفّذت الجريمة النكراء ، لكنّه عبّرعن أسوء نموذجٍ أنتجه الإسلام السياسي ممثّلاً للأمّة التي كانت تدعي الإسلام بكل نوازعها المنحرفة والمُحرِّفة لمباديء السماء، وملبياً لرغباتها ، فلقد كان غيابُ عليّ ع عن المشهد الإسلامي مطلباً وأملاً تنشده وتتمناه ألأكثرية الكارهة للحق ، ولمّا كان عليٌّ كُله حق ...فحتماً كانوا له كارهين (واكثرهم للحق كارهون). إذن قُتل عليُّ بسيف "الإسلام"! ولكن أي إسلام ؟ إسلام المافيات وقطّاع الطرق ، إسلام القتلة والمتاجرين بالقيم والمتحكمين برقاب وقوت الفقراء ، إسلام المنافقين والمشعوذين والمدلسين وشذاذ الآفاق ، إسلام الأمة التي ركلت موروث الأنبياء والرسل وإنقلبت على أعقابها لتنتج إسلاما جديدا يتناسب وأهوائها ويلبي رغباتها، إسلاما سياسياً لايمت لإسلام محمد ص بصلة إلا بالاسم ! بسيف هذا الإسلام قُتل عليٌ عليه السلام ...

سيف الإسلام السياسي ! وهو نفس السيف الذي قُتل به أبناءُه وذريّته ونُحرت به رقاب الأبرياء ، ولازال ذلك السيف الملوّن بدماء العظماء ينتقل من جيل الى جيل وبمسميات مختلفة لينشر الخراب والدمار والدماء في أرجاء المعمورة ...ولكن كيف بقي هذا السيفُ موغلا في نحر علي عليه السلام ؟ مَنْ يقرأ علياً منهجاً وفكراً وإنساناً قد إنطوت فيه كل معاني الرحمة والرأفة والعدل والتقوى والإخلاص والورع ...سوف يُدرك أن كلّ مايجري اليوم من ظلم ومذابح وقتل للأبرياء وسرقة لأموال الناس وسبيّ للحرائر وهتك للأعراض على أيدي جماعات وعصابات إرهابية وكيانات سياسية وبأسم الإسلام ، هو قتلٌ لعليّ عليه السلام ونحرٌ لمبادئه وقيّمه ! وسيُدرك أيضاً أن الذين يدّعون الأنتماء إلى عليّ ويتاجرون بمبادئه ويلوّحون بشعاراته وقد ضيّعوا البلاد وأذلّوا العباد وسرقوا أموال الفقراء ، وضلّلوا الناس بالحيل الدينية والتلاعب بالشريعة السماوية ليكسبوا مناصباً دنيوية زائلة على حساب جوع الفقير وبئس المساكين ! أن فعلهم وإجرامهم بحق المواطنين المغفلين هو أشدُّ على عليٍّ من سيف بن ملجم ! فلقد قُتل عليٌّ عليه السلام بضربة سيف واحدة ورحل عن الحياة الدنيا بجسده ...

فكان قتله ماديا تلقّاه بكل تسليم ورضا بقضاء الله وقدره، بل إعتبره فوزاً عظيماً له عليه السلام أن أنهى حياته شهيداً بين يدي الله سبحانه وتعالى ، ولذلك قال فزتُ ورب الكعبة بعد أن ضربه اللعين ، ولكنّ القتل المعنوي لعليّ والإيلام الروحي له هو سفك دماء الأبرياء وبذات السيف...سيف الإسلام السياسي ، وسرقة اموال الفقراء ، ودجل المنافقين والمدّعين الولاء والإنتماء له ويعلم الله إنهم لكاذبون ،فسلامٌ عليك ياأمير المؤمنين لقد فزت وربّ الكعبة ، وخسرت الإنسانية ....خسرت عظيماً لم ولن يتكرر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك