لا شك أن بعض التشريعات الإلهية, تحتاج إلى جهد بدني إستثنائي, ومن أبرز هذه التشريعات التي تحتاج إلى طاقة بدنية, هي الحج, والصيام, والجهاد في سبيل الله.
الأمر الألهي في هذه التشريعات, لا يسقط أبدا, إلا في حدود إستثناءات ذكرها الشارع المقدس, من قبيل المرض, وكبر العمر والسفر.
من حكمة الباري, جعل الصيام في شهر رمضان, وشهر رمضان كما هو معروف, ليس من الأشهر الحُرم, أي بمعنى أن القتال جائز في هذا الشهر.
لقد أختص الله الصائمين, والمجاهدين بميزات فريدة, وجعل شهر رمضان شهر له سبحانه وتعالى, وفي الحديث القدسي "كل أعمال إبن آدم له, إلا الصيام فهو لي, وأنا إجازي به", يا لها من منزلة عظيمة, أن ينال العبد رضا الخالق, من خلال قيامه بما فرضه عليه.
أما الجهاد؛ فقد جعله الله من أسمى الأعمال التي يقوم بها العبد, وأعطى الحق سبحانه فضائل للمجاهدين لا تحصى, وأن أجر الشهيد لا يعلم به إلا الله تعالى, فقد قال تعالى في كتابه في سورة آل عمران " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)".
هذا الأجر هو للصائم, وللمجاهد في سبيل الله, فما الجزاء الذي أدخره خالق الكون, لمن جمع هذين الفضيلتين – الصيام والجهاد-؟.
هذه الأيام, ونحن في شهر رمضان المبارك, يخوض أبناء الحشد الشعبي تحت عباءة فتوى المرجعية, معارك الحق ضد أهل الشر والبغي, فيا لها من منزلة عظيمة لأبناء الحشد, أن يحرزوا هذين الفضلتين.
أبناء الحشد الشعبي؛ يخوضون معارك طاحنة ضد عصابات الإرهاب, وهم صائمون, ومع إرتفاع درجات الحرارة بشكل كبير, إلا أنهم يسطرون أروع الإنتصارات, ونلاحظ الهمة العالية, والروح القتالية, وطنوا أنفسهم في سبيل مرضات الله.
أبناءنا في الحشد الشعبي, وهم يخوضون معاركهم, كأنهم يستمدون النصر من المعركة الأولى, التي خاضها المسلمون وحققوا فيها النصر, بتأييد الباري تعالى, ألا وهي معركة بدر الكبرى التي حدثت في السابع عشر من شهر رمضان.
https://telegram.me/buratha