المحاصصة هذه البدعة المسحوقة والكابوس المؤلم الذي طل علينا مع حزمة من الاوهام البائسة التي نخرت جسم العراق شعباً ووطناً 13 عاماً، كنا ننتظر من يعالج هذا المرض الوبال والمشروع الخبيث ، والتحلي باليقظة والحذر من صانعيه ومن يقف الى جانبها وينادي بها.
المحاصصة التي حملت معها الالام والمعانات وكانت تحتاج الى من يوقف خرابها فجاءت اصوات المظلومين وانين الثكالى والمحرومين اصحاب الحق في التظاهرات العارمة التي تطالب الاصلاح ووقفت المرجعية العالية الى جانبهم بعد ان اصبح كل شيئ مهدد و ان الشعب العراقي يعرف ماذا يريد ومن يحاسب ولا يمكن الالتفاف على ارادته إلا بتقديم المسؤولين عن الفساد للقصاص , فقد وصل الصبر الى اقصى ما يمكن ولا يمكن السكوت اكثر لان للصبر حدود وقد نفذ ولا يمكن تجاوزه بعد الان مادام هناك من يطالب به.وهذا ما يجب ان يعمل عليه السيد رئيس مجلس الوزراء ، فلا تهاون مع الفساد والارهاب المالي الذي جلب لنا الويل وعرض سيادتنا للخطر وابنائنا للموت.واموالنا للهدر ومستقبل اطفالنا للضياع .
ويمكن وضع قوة فاعلة واعادة النظر بالقوانين بالتعاون مع البرلمان العراقي الذي اعلن رئيسه الدكتور سليم الجبوري وصول حزمة الاصلاحات اليه وطالب بتأييد خطواتها المعلنة عنها، وان يمارس المجلس دوره الرقابي وفقاً لما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد وبما يضمن مطالب الشعب الذي يمثله. وتطبيقها تردع بدون مهادنة وبعيداً عن المحسوبية والمنسوبية الانحرافات ومن اجل ايقاف الفاسدين ثم القضاء على الفاعلين ، بدقة وحيادية ونزاهة ، على ان يضع الحق امام اعين الجميع في هذه المرحلة التي يعاني منها البلد الويلات والمأسي التي تعصف به وعدم الانجرار وراء الخلافات السياسية الغير ناضجة . ولكن لعل البعض يصر و( يبرر) على ان القوانين الموجودة الحالية عاجزة من ان تفي بالمطلوب في تنفيذ البرنامج لايقاف هذه المعضلة السيئة ويعتبرها من الامور الشائكة والصعبة وينظر على ان المرض مستشري ومتأصل واتباع اسلوب الحقنات المهدئة عبر الكلام المعسول غير المجدي ، الذي لم يعد ينفع ولا احد يصدقه الان" بعد ان بلغ السيل الزبى" نعم الظاهرة تحمل من الشراسة التي يصعب القضاء عليها في ظل التغيرات الترقيعية للمستفيدين ولن تنطلي عليه و للشعب ارادة لايمكن الوقوف امامها بعد الان وصمم على ان ينال حقوقه ، العراق يمر ويعاني من مشاكل عديدة اقتصادية ،وعسكرية ،وسياسية ، واهمها الخدمية واحداث مأساوية تعصف به وخصوصاً في ظل المحاصصة والشراكة التي اباحت الدم العراقي واستخدام التضليل والخداع لتحقيق اهداف جهوية بشكل مباشر وغير مباشر وماعلينا سوى العمل والابتعاد عن الوقوف على التل تحت ذرائع مختلفة ولايمكن للبلد ان ينهض دون ان تحقق الانجازات على الصعيد الداخلي بالحفاظ على اللحمة الوطنية وهو الطريق للوصول الى الكمال وفي تعايشنا وتحاببنا وتراحمنا وتعاطفنا السبيل الافضل والاسلم للمضي قدماً نحو الامام وبما يهييء للأجيال القادمة البيئة الصالحة ليمضوا نحو مستقبل زاهربكل اطمئنان وثقة... اما على الصعيد الخارجي فقد اخفقت الدبلوماسية العراقية في الدفاع عن مصالح البلد في المحافل العالمية لضعف عمل السفارات والمؤسسات الخارجية في الفترة الماضية واستغلالها جهوياً لانها قدمت مصلحة القائمين عليها فوق مصلحة الوطن والمواطن واعتمدت على تسويق الخلافات وحياكة الفتن بين مكونات المجتمع والتركيز على اخطاء معينة حيث جعل منها قضية تطهير عرقي من جانب واحد وحرب ضد مكون معين من اجل التستر على جرائم اعداء العراق ولاهداف اقليمية دون الاهتمام بنقل الحقائق وايصال المعلومة الواقعية والصحيحة والدقيقة والتي تؤدي من علاقة سيئة او سلبية الى علاقة حميمة وايجابية مع البلدان الاخرى....
ان المواطن العراقي رغم كل المعانات والتضحيات الجسام التي قدمها في الوقوف ضد الارهاب وكل المؤامرات التي تحاك ضده يعيش اجواء شفافة هزت العالم ويعرف قيم الحرية بعيداً عن العنصرية والمذهبية يدل على الاحساس والشعورووحدة مكوناته وبحب ارضه ويرخص دمه من اجل الدفاع عنه ويتقدم باتجاه الدولة القوية اذا ما توفرت له الظروف ومستعد لمواجهة التدهورالحاصل واصلاح المجتمع ، ولكن على البعض من السياسيين تجاوز الخلافات والكف من خلق الفتن والاساءة للاخرين على اساس حرية التعبيرلان صبر الامة قد ينفذ في لحظة ما ولاتتحمل اكثر من ذلك وعليهم العمل معاً لتحقيق الطموحات والمصالح العامة والوقوف بوجه الارهاب وتوحيد المفاهيم الخطابية الوطنية بدلاًعن المصالح الشخصية ووضع يدهم بيد رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي واستجابتاً لنداء المرجعية العظمى من اجل اصلاح مافسد بالكثير من المناصب التي تشكل عبئاً على الميزانية، منها على سبيل المثال لا الحصر لجنة التوازن، ومناصب يشغلها سياسيون غير فاعلون، مثل اياد علاوي وأسامة النجيفي.وبناء الثقة المفقودة بين المسؤولين وبين الشعب ، المطلوب تحقيق كافة مطالب المتظاهرين وما تضمنته ورقة الاصلاح الحكومي والبرلماني، وعلى الجميع الوقوف صفاً واحداً من اجل تحسين الوضع المعيشي والخدمي في البلاد.
مع التحرك لاستغلال الدعم الدولي والاقليمي بشكل صحيح لمقارعة الارهاب ومساعدة النازحين وطرح محنتهم على المحافل العالمية لتقدم المساعدات الممكنة للتخفيف عن معاناتهم الصعبة ومعاضلهم التي تأصلت نتيجة صراعات السياسيين على المغانم والمكاسب بعيداً عن طموحات المواطن لتوفير العيش السعيد له. ولابد من تلطيف الاجواء ، وكم الاصوات التي تريد جر العراق الى الصراعات الجانبية التي لاتشبع وتحلم ان تدور العجلة الى الوراء .
وبذل الجهود لترسيخ علاقاتنا الدولية عبر سياسة خارجية سليمة متوازنة تمكن العراق من الوقوف بقوة في المحافل الدولية على اساس احترام الاخر والدفاع عن حق الشعوب في تقريرالمصير ودعم اراداتهم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبعض الاخر والعمل بكل جد لفضح ممارسات الدول الداعمة للارهاب وايقاف محاولاتهم الرامية لتعطيل العملية السياسية في وطننا دون مجاملة او مواربة ،
https://telegram.me/buratha