المقالات

ثقوا بالمرجعية.. فبوصلتها اقرب للحق والحقيقة

1889 19:24:53 2015-08-30


في كل جماعة او امة او دولة، وفي كل مرحلة او ظرف هناك من يمثل عصب البلاد وحاميها وراعيها.. ولقد بنى ابن خلدون نظريته السياسية على مفهوم العصبية التي تلعب لديه دور الملكة في مملكة النمل او النحل، ان ضعفت او تلاشت فلابد من بناء مملكة جديدة بملكة جديدة.. فهي قد يمثلها اهل الحل والعقد، او الخلافة والامامة، او حزب الطبقة او حزب التأسيس والطليعة او الاباء المؤسسين او الجيش الحامي للدستور، الخ.

فلكل نظام من يحمل شرعيته التي تطورت عبر التاريخ وفي ظروف محددة، والتي وصلت اليوم في الكثير من دول العالم الى النظم الانتخابية القائمة على نظام ديمقراطي تقبل بمؤسساته واحكامه الخاصة والعامة على حد سواء. ولاشك ان هذا تطور كبير في الممارسة السياسية وهو وليد تجارب عالمية كبيرة. رغم ذلك تبقى هناك روح او يبقى هناك عصب حاكم حامي لمجمل النظام وتاريخه وتقاليده ومسارات مستقبله.. فهو الاسلام والتقاليد الشرقية، وهو الرابطة القومية او رابطة الدم.. وهو اليهودية او المسيحية، وما افرزته وتفرزه في الحياة من نظم وتقاليد وعادات تتلخص بها روح البلاد.. وهو نمط الحياة الامريكية The American way of life، وقس على ذلك من مفاهيم وعادات وتقاليد في مختلف الدول والامم تمنع من انتهاك هذا العصب او هذه الروح، امام موجات تحاول اختراقها وانتهاكها.

وفي العراق برهنت المرجعية انها تمثل عنصراً اساسياً -بجانب عناصر اخرى- لهذه الروح.. ليست لانها شيعية تناغم احاسيس الاغلبية الشيعية في البلاد، كما تتهم احياناً، بل لانها ذات نظرة شاملة لا تحمل معها اية مصالح خاصة مادية او دنيوية. لذلك تميل مع الحق الديني والوطني والانساني اينما كان.. وتقف مع المظلوم ضد الظالم حتى وان كان من ابناء جلدتها او مذهبها. لذلك وقفت مع العثمانيين ضد الانكليز واعلنت ثورة العشرين التي هي ثورة كل العراقيين.. وتعاملت مع الحرب ضد الاكراد واعلنت فتواها المشهورة بحرمة قتالهم رغم انهم من مذهب اخر، في حين دعم بعض وعاظ السلاطين من مذهب الحاكم بحلية مقاتلتهم. وهي التي منعت بعد 2003 اية اعمال انتقام ودافعت عن مبدأ ان يقتص القضاء والقضاء فقط ممن ارتكب اعمالاً اجرامية، حتى بحق اولئك الذين قتلوا واعتقلوا كبار المراجع والعلماء وزجوا بهم في السجون.. وهي التي وقفت ضد تحويل معركة الارهاب والقاعدة وبقايا النظام السابق الى معركة طائفية.. فقالت كلمتها المشهورة انهم "انفسكم" وليسوا اخوتكم فقط. وهي التي وقفت ضد اخطاء بعض الحكام الشيعة وانحرافاتهم ولم تتستر عليهم.. وهي التي انقذت البلاد من "داعش" بفتواها الجهادية المشهورة.. وهي التي تقف اليوم دفاعاً عن المحرومين والمظلومين، وتطالب بالاصلاح، وتقول انها لا تتدخل في التفاصيل بل تعطي توجيهات عامة لحماية مصالح الناس.

فبرهنت المرجعية الى يومنا هذا انها تمثل روح الامة وعصبها الحساس، وهي جامعة وحدتها. وهي لا تفرق بين مواطن واخر الا بمدى خدمته للناس. انها بحق الاكثر شجاعة وعدلية وفهماً واحاطة للظروف المحيطة، وهي الاكثر تمتعاً بالاحترام والقبول ليس من قبل العراقيين فقط بل من قبل العالم اجمع ايضاً.. وهذا امتياز كبير يتمتع به العراق بكل قومياته ومذاهبه ومدارسه.


عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك