المقالات

الحرس الوطني: جيش جمهورية سوراقيا!../ قاسم العجرش

1881 12:54:50 2015-09-07

قاسم العجرش

لم يكن منتظرا أن يزول البعث بتغيير رأسه، كما لم تكن لعبة المطلوبين الـ(55) من قادة البعث، إلا لعبة أطلقتها المخابرات الأمريكية، لإيهام العراقيين بأن هؤلاء وحدهم مسؤولين عن آثام البعث، وكانت الحقيقة التي لم يفقه ساسة ما بعد 2003 ألتعامل معها، أن البعث الذي حكم قرابة 40 عاما (1963ـ 2003)، قد مد جذور الشيطان عميقة في الأرض العراقية.

لقد كان قانون إجتثاث البعث، ونسخته المعدلة المظللة "المسائلة والعدالة"، الصفحة الثانية من اللعبة الأمريكية، ومن يقرأ القانونين  بتجرد، سيجد أنهما يستحقان أسم: "قانون تنظيم وجود البعث في الحياة السياسية العراقية"!

البعث هذا التنظيم الفاشي؛ مازال يحلم بالعودة الى السلطة، وإذ يمضي الزمن بنا بعد 2003، ونصل الى محطة 2015، نكتشف أن خلايا البعث وتنظيماته الارهابية، أو تلك المتعاونة معه، تمثل الخطر الرئيس على العملية السياسية، و قد أجاد البعث فنون إختراق مؤسسات الدولة، بدءاً بالصحوات ومجالس الإسناد، وانتهاءً بالمراكز الأمنية الحساسة العليا، لتحقيق حلم العودة الى السلطة، ومحاربتها مرة اخرى.

كانت أدوات البعث لتحقيق ذلك الحلم، هي الانتقام من العراقيين، وهو يرتكز في ذلك الى تجربة طويلة، أذاق فيها العراقيين علقم تجربتيه السابقتين، في 1963 وفي 1968 والتي أنتهت في 2003.

 لقد رسخ البعث في عقول كثيرين من أتباعه، ثقافة مؤداها أن من يمتلك القوة له الحق في الحكم، ومن لا يمتلكها او لا يمارسها فلا حق له في الحكم.

إن السنوات التي مضت، منذ رحيل البعثيين المفترض، من واجهة التأثير في حياتنا، فترة غير كافية، للتخلص من تلك الثقافة، فلقد كانت سنوات مليئة بالعنف والقتل بشتى أنواعه، وكانت سببا كافيا لترسيخ هذا المفهوم.

ثمة لعبة جديدة يجري تسويقها هذه الأيام، لكنها أشد خطرا من كل اللعبات السابقة على الإطلاق، إذ سيكون من مؤداها تمزيق العراق، وبناء دولة العراق الغربي، أو دولة البعث، وستختفي حينذاك ببساطة دولة داعش، وستنشأ دولة العراق والشام، أو سوراقيا، ذلك الحلم الطائفي القديم، الذي عمل عليه البعث منذ نشأته الأولى!..

لعبة الحرس الوطني، هذه اللعبة التي ما لم تضبط ضبطا محكما، وتناقش على صعيد وطني، ولا تترك لإتفاقات الغرف المغلقة بيد ساسة الغفلة، الذين لا يتوفرون على رؤية إستراتيجية واسعة، سيكون من شأنها إنشاء جيش بديل عن الجيش الوطني، موازي له قوة وعدة وعددا، مسلحا تسليحا نوعيا وجيدا، ومزودا بعقيدة إنفصالية، لأن دعاة بناءه يصرحون منذ الآن، بأن وجود الحرس الوطني في المحافظات الغربية، يعني عدم السماح لأي قوة عراقية أخرى، بدخول تلك المحافظات، شأنها شأن قوات البيشمركة الكوردية!

كلام قبل السلام: ما يبدو أحياناً وكأنه نهاية لمشكلة ما، كثيراً ما يكون بداية لمشكلة جديدة!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك