المقالات

قَدمِتْ كربلاءُ فالكائناتُ عزاءُ! / أمل الياسري

1534 2015-10-15

أمل الياسري
(إنظروا أيها الجنود الشجعان، وأنتم في خنادقكم، الى ذلك الرجل الشرقي المسلم، الذي زلزل الأرض تحت أقدام الطغاة)، عبارة أطلقها الزعيم الفيتنامي الأصل (هوشي فنه)، مخاطباً جنوده في معاركهم، ضد القوات الأمريكية الغازية، مذكراً إياهم بالإمام الحسين (عليه السلام)، حيث أفتتح عصراً جديداً لدى المسلمين، بشعاره المدوي هيهات منا الذلة! 
فرض التراجع والإنسحاب، كان أهم ما يريده الطاغية الأموي يزيد الفاسد، فأعوانه المارقون، كانوا يعدون مسيرة الحسين (عليه السلام)، خروجاً على خليفتهم البغيض، وبما أن (مثلي لا يبايع مثله)، فقد خاض الإمام معركة الحق والكرامة، ضد الباطل والذل، فجلّ ما أراده هو إصلاح أمة جده، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)!
صرحٌ عملاق من السخاء الجهادي، بالنفس، وبالإخوة، والعيال، والأصحاب، والانصار، (عليهم السلام ورضوانه تعالى عليهم أجمعين)، كلهم نسجوا بقيادة الغريب العطشان، ملحمة الطف الأليمة، فباتت عالمية الوجود، إنسانية البقاء، والناس تستلهم الدروس والعبر، على مر العصور والدهور، من مناهل كربلاء المقدسة، معلناً إنتصار الدم على السيف، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون! 
قدمت كربلاء الحسين (عليه السلام) هذا العام، وعراقنا يشهد أنواعاً من الكائنات النورانية، المجاهدة ضد الإرهاب، المتمثل بأحفاد يزيد عليه اللعنة، وعلى رأس هؤلاء الأحرار، المرجعية الرشيدة التي واكبت العزاء الحسيني، طيلة سفرها الخالد، فكانت ترحل قوافل الحشد المقدس، ليحتفلوا بحياتهم الأبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام)، دفاعاً عن الأرض والعرض! 
عرش الشهادة الجهادي، الذي تزعمه سبط المصطفى الإمام الحسين، (صلواته تعالى عليهما)، في واقعة الطف، لم يكن وليد الصدفة أبداً، بل أن حديث فاجعة النواويس، أو نينوى، أو كربلاء، كان خبرها معروفاً، في جميع الأديان والطوائف، وما مسيرات العزاء المليونية في العالم أجمع، إلا دليل أن الدماء أريقت، والكرامة إنتصرت! 
كائنات علوية حسينية، صارخة نادبة، فدماء النصر إقتربت، وفوز بالنعيم سيسجل لهذه الثلة المؤمنة، التي أسقطت عروش الطغاة الأمويين بمظلوميتها، وهي نفس صرخات الحشد الجهادي، الذي يقض مضاجع الدواعش في أيامنا، فهم رجال لا تلهيهم الحياة الدنيا عن السعادة، في وجودهم مع أنصار إمامهم الحسين، وأخته العقيلة الحوراء (عليهما السلام)! 
ما أروع الإعلام الحسيني النابض، بالكرامة والإصلاح، إنه الإعلام الزينبي، الذي إختاره الباريء (عز وجل)، لعقيلة الطالبين الحوراء زينب، وإبن أخيها الإمام السجاد (عليهما السلام)، لوجودهما في معركة الإيمان كله على الكفر، فإستعملت السيدة العالمة، أفضل ما في يديها من أسلحة، مكنتها من قلب المعركة لصالحها، فأنتصر الحق، وقضي الأمر! 
العراقيون يستقبلون شهر الحزن والعزاء، ملبين نداء (لبيك يا زينب)، وهم كأنصار العقيدة الحسينية الشامخة، كلما قدمت كربلاء إليهم، تراهم يجددون عهد الولاء لأبناء البتول (عليهم السلام)، في ساحات الجهاد الكفائي، مطلقين صيحتهم: (أبد والله يا زهراء ما ننسى حسنياه) لذا كلما جاء محرم الحرام، هتفت الكائنات: عزاء ... عزاء!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك