المقالات

رقية: لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليكِ!/ امل الياسري

3724 2015-10-26

الكاتبة: أمل الياسري لم تسجل يوماً لحظة إنتصار للقوة على الحق، كما سجل التأريخ هزيمة يزيد عليه اللعنة، وهذا ما شهدته ليلة الحادي عشر من محرم الحرام، فمع فراق الأجساد الطاهرة، وملحمة الرؤوس الشريفة، الشامخة على أسنة الرماح، هناك عمل بطولي قامت به أم المصائب، زينب عليها السلام، وهي تدور بين الأطفال والعيال، فروحها تتراكم حولها غيوم الأحزان، وعواطف الذكريات الأليمة، وبين ضجيج الباكين، وعويل المنتحبين، صنعت كربلاء من العائلة الكريمة، نشيد الزمان الخالد، على مر العصور والدهور!  بين سجلات الزمن الحسيني، وأوراق التأريخ الكربلائي، وكلمات الصبر الزينبي، توجهت طفلة في ليلة موحشة، من أيام الأسر في الشام، وتوجهت لعمتها قاصدة معرفة الحقيقة، محركة لقضية رأس مسجى بلا جسد، في لحظات حزينة بطشت مغطى، فكان مصير الطفولة مرهوناً بالرأس المقدس، فتوجهت رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام الى الحقيقة، مع أن جواب أهلها إن أباك في السفر، (يقصدون سفر الآخرة)، لكنها سابقت الليل والمنام، فروت قصة من قصص أطفال كربلاء، في رحلة الكرامة!  إن مظلومية الطفلة رقية بنت الحسين عليهما السلام، تكمن في إظهار الحقد الأموي، تجاه البيت العلوي، والذي تميز به يزيد الطاغية، حيث أزعجه سماع بكاء الطفلة، ونحيبها لفراقها عن والدها، فالعلاقة بينها وبين أبيها، كانت لا سابقة لها في الحنو والعطف، إلا جدتها الزهراء عليها السلام، والتي كانت تعرف بأُم أبيها، حيث حملت همومه وآلامه، وحان لرقية أن تتبوأ هذا المقام، فأصبح لجسدها قبر يزار، ولم يعد هناك قبر يذكر لقاتلها، الطاغية يزيد عليه اللعنة! لقد توجهت السيدة رقية بكرامتها ومظلوميتها، الى جميع أتباع أهل البيت في الدول الإسلامية: أن إجعلوا يوم إستشهادي، يوماً للطفولة العالمية، التي إغتالتها يد الحاكم الأموي الحاقد، حيث جعل من ترويعها بهذه الطريقة، وإحضار رأس أبيها الطاهر أمام عينيها الباكيتين، لهو أمر مهول ولطفلة بعمر الخمس من السنوات، فأية طفولة وئدت؟ وأي جرم أذنبت؟ فكل ما طلبته رؤية والدها،الذي أرهقها البعد عنه، فبات الصراخ صراعاً، لتقييم الخاسر والمنتصر، بين العلوية رقية، وبين يزيد الطاغية! قبر يتيمة الحسين عليه السلام، ضريح حرك الضمائر والقلوب، وهز الوجدان من الأعماق، من كل المذاهب والطوائف، لأن مرقدها يحكي قصة ألم الفراق، ووداع لأب حنون، وبطريقة وحشية، ففي الشام قبرها يتجدد، وكراماتها تسمو بعليائها نحو السماء، التي إستقبلتها بكل الأسى، ما بين باكٍ وباكية، وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، تنتظر قدوم الرأس مع الجسد، في لقاء أبوي كفرحة البتول بلقاء أبيها، صلواته تعالى عليهما، فسلام عليها يوم ولدت، ويوم إستشهدت، ويوم تبعث حية! ينبغي أن تكون الرسالة قد وصلت، ومفادها أن كل مَنْ يسمع ببشاعة، ما أرتكبه الطاغية يزيد، بحق هذه الشفاه العطشى، وهي تلتقي بشفاه أبيها الذابلتين، المضرجتان بالدماء الزاكية، فتعلن رحيلها للحياة الأبدية، وهنا لابد لنا من إعلان، مظلومية أهل البيت، وقصة إنتصارهم وتضحياتهم لكل العالم، ولنبدأ بالطفلة التي تسلب منها طفولتها رغماً عنها، فلنتكلم في الأمم المتحدة، والمنظمات الإسلامية، وحقوق الإنسان، ومحاكم العدل، وليعلموا أن الإسلام لا يريد دولة بلا أطفال، ولا حياة بدون الحسين!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك