قاسم العجرش
نسمع هذه الأيام أحاديث وتصريحات، عن إستعدادات تحجري على قدم وساق لتحرير الموصل، والحقيقة أن مثل هذه الأحاديث ما أنفكت نسمعها، منذ لحظة إحتلال الموصل، من قبل التحالف الوهابي المسمى داعش، وهو تحالف تقوده مملكة آل سعود، وتشاركها في قيادته وتوجيهه، أطراف أقليمية عديدة، في مقدمتها دولة قطر وتركيا، وبمشاركة أطراف محلية، بعضها خارج العملية السياسية، وبعضها الآخر حصان طروادة فيها!
الحقيقة أيضا أن ما أوردناه في المقدمة، هو كلام مكرر ومعاد، على مسامع القراء للمرة الألف ربما، لكن في إعادته مغزى يتعلق بما يرافق إستعدادات تحرير الموصل، من حديث وآراء خبيثة؛ تتضمن إستعداءا واضحا ضد الحشد الشعبي، من قبيل رفض مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل، تحت عناوين طائفية، أو زرع عدم الثقة بمجاهديه، أو إشاعة أن هناك خلافات كبيرة، داخل صفوف الحشد الشعبي نفسه، وبين فصائله والحكومة!
هذه الأحاديث تأتي في سياق حملة منسقة، تنبهت لها قيادة الحشد الشعبي، وفصائله الجهادية ومقاتلوه الأشاوس!
في صدد هذه الحملة، ثمة حقائق وملاحظات يتعين التنبه لها، وهي أن الحشد الشعبي وقواه اليوم، أكثر قوة وتوحدا من أي وقت مضى، وهو ككيان عسكري وطني، يمضي بإتجاه المأسسة حثيثا، وإختلاف تسميات فصائله ومرجعياتها، لا يقدح بوحة كلمته، إن لم تكن عناصر إضافية لقوته ومنعته.
إذن لا مراء في أن الحشد الشعبي، قوة وطنية عراقية أصيلة مجاهدة، وأي دفع بإتجاه عدم مشاركته في معركة تحرير الموصل، يعني قدحا بوطنيته وتسليما لمطالب الآخر، بإبعاد الحشد عن الإشتراك في معارك التحرير، وفقا لحسابات طائفية مكشوفة، ما يعني بالمحصلة؛ نكوصا عن الأهداف التحريرية التي نهض بها الحشد، إستجابة لفتوى المرجعية المباركة بالجهاد الكفائي.
إن التجربة أثبتت بشكل قاطع، أن إبعاد الحشد عن أي معركة، يعني أن التحرير سيكون بعيد المنال، والدليل أن كل معارك الظفر، كان للحشد القدح المعلى بها ، وأن المعارك التي خسرت فيها قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية، هي تلك التي لم يكن للحشد الشعبي، أي دور فيها، أو أنه جرى إستبعاده منها، إستجابة لضغوطات خارجية، سواء من الطرف الأمريكي، أو من الأطراف العربية، أو مسايرة لهواجس وشكوك الشركاء السياسيين من الطرف السُني.
لذلك فإن الترويج لإبعاد الحشد عن معركة الموصل، يشكل خضوعا لتلك الضغوطات، في أهم معركة من معارك التحرير، خصوصا إذا كان الترويج لإبعاد الحشد، يأتي هذه المرة تحت دعاوى ترك أمر التحرير لأهل الموصل أنفسهم!
إن الموصل عراقية قبل أي توصيف آخر، وهي ليست سنية خالصة؛ حتى نجد مسوغا للقول؛ أن أهلها أولى بتحريرها، بل أن نسبة سكانها الشيعة الشبك، والتركمان الشيعة، والكورد والآيزيديين والمسيحيين، تزيد عن نسبة الآخرين.
كلام قبل السلام: المتخاذلون والجبناء؛ هم وحدهم الذين يسعون الى عدم مشاركة الحشد الشعبي، وهو مسعى منقوض من أساسه، لأنه يقدم الموصل بعد التحرير، لقمة سائغة الى الطائفيين على طبق من ذهب، وسيخلق واقعا ديموغرافيا ينفع أهدافهم، بخلق كيان يحمل عنوانهم الطائفي، سواء كان أقليما، أو دولة مستقلة!
سلام..
https://telegram.me/buratha