المقالات

الحشد الشعبي والموصل وما بعد التحرير..! / قاسم العجرش

3268 11:34:46 2015-11-08

قاسم العجرش

 نسمع هذه الأيام أحاديث وتصريحات، عن إستعدادات تحجري على قدم وساق لتحرير الموصل، والحقيقة أن مثل هذه الأحاديث ما أنفكت نسمعها، منذ لحظة إحتلال الموصل، من قبل التحالف الوهابي المسمى داعش، وهو تحالف تقوده مملكة آل سعود، وتشاركها في قيادته وتوجيهه، أطراف أقليمية عديدة، في مقدمتها دولة قطر وتركيا، وبمشاركة أطراف محلية، بعضها خارج العملية السياسية، وبعضها الآخر حصان طروادة فيها!

الحقيقة أيضا أن ما أوردناه في المقدمة، هو كلام مكرر ومعاد، على مسامع القراء للمرة الألف ربما، لكن في إعادته مغزى يتعلق بما يرافق إستعدادات تحرير الموصل، من حديث وآراء خبيثة؛ تتضمن إستعداءا واضحا ضد الحشد الشعبي، من قبيل رفض مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل، تحت عناوين طائفية، أو زرع عدم الثقة بمجاهديه، أو إشاعة أن هناك خلافات كبيرة، داخل صفوف الحشد الشعبي نفسه، وبين فصائله والحكومة!

هذه الأحاديث تأتي في سياق حملة منسقة، تنبهت لها قيادة الحشد الشعبي، وفصائله الجهادية ومقاتلوه الأشاوس!

في صدد هذه الحملة، ثمة  حقائق وملاحظات يتعين التنبه لها، وهي أن الحشد الشعبي وقواه اليوم، أكثر قوة وتوحدا من أي وقت مضى، وهو ككيان عسكري وطني، يمضي بإتجاه المأسسة حثيثا، وإختلاف تسميات فصائله ومرجعياتها، لا يقدح بوحة كلمته، إن لم تكن عناصر إضافية لقوته ومنعته.

إذن لا مراء في أن الحشد الشعبي، قوة وطنية عراقية أصيلة مجاهدة، وأي دفع بإتجاه عدم مشاركته في معركة تحرير الموصل، يعني قدحا بوطنيته وتسليما لمطالب الآخر، بإبعاد الحشد عن الإشتراك في معارك التحرير، وفقا لحسابات طائفية مكشوفة، ما يعني بالمحصلة؛ نكوصا عن الأهداف التحريرية التي نهض بها الحشد، إستجابة لفتوى المرجعية المباركة بالجهاد الكفائي.

 إن التجربة أثبتت بشكل قاطع، أن إبعاد الحشد عن أي معركة، يعني أن التحرير سيكون بعيد المنال، والدليل أن كل معارك الظفر، كان للحشد القدح المعلى بها ، وأن المعارك التي خسرت فيها قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية، هي تلك التي لم يكن للحشد الشعبي، أي دور فيها،  أو أنه جرى إستبعاده منها، إستجابة لضغوطات خارجية، سواء من الطرف الأمريكي، أو من الأطراف العربية، أو مسايرة لهواجس وشكوك الشركاء السياسيين من الطرف السُني.

لذلك فإن الترويج لإبعاد الحشد عن معركة الموصل، يشكل خضوعا لتلك الضغوطات، في أهم معركة من معارك التحرير، خصوصا إذا كان الترويج لإبعاد الحشد، يأتي هذه المرة تحت دعاوى ترك أمر التحرير لأهل الموصل أنفسهم!

إن الموصل عراقية قبل أي توصيف آخر، وهي ليست سنية خالصة؛ حتى نجد مسوغا للقول؛ أن أهلها أولى بتحريرها، بل أن نسبة سكانها الشيعة الشبك، والتركمان الشيعة، والكورد والآيزيديين والمسيحيين، تزيد عن نسبة الآخرين.

كلام قبل السلام: المتخاذلون والجبناء؛ هم وحدهم الذين يسعون الى عدم مشاركة الحشد الشعبي، وهو مسعى منقوض من أساسه، لأنه يقدم الموصل بعد التحرير، لقمة سائغة الى الطائفيين على طبق من ذهب، وسيخلق واقعا ديموغرافيا ينفع أهدافهم، بخلق كيان يحمل عنوانهم الطائفي، سواء كان أقليما، أو دولة مستقلة!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك