المقالات

ما بين باريس وحي العامل

1467 2015-11-18

يوم الجمعة الفائت, حدثت مجزرة بشعة في باريس, قام بها إرهابيون, حيث كانت الحصيلة الأولية, لأعداد القتلى يصل إلى 120 شخص, مع جرح العشرات, بقيت باريس تعيش الرعب إلى الصباح, تعطلت الحياة, وانتشر رجال الأمن في كل مكان, وخرج الرئيس هولاند, يعزي الأمة الفرنسية بمصابها, ويعبر عن ما حدث بالرعب, توشح الفرنسيون جميعا بالحزن, وتكاتف الجميع ضد عدوهم ( الإرهاب), حتى قادة دول العالم أعربوا عن وقوفهم مع الفرنسيين.

كان العراق من السباقين في إصدار البيانات, الشاجبة للاعتداء الإرهابي, والداعمة للحكومة الفرنسية, في حربها ضد الإرهاب.
فكان بيان أول للرئيس دولتنا المختفي عن الأنظار "معصوم", وبيان ثاني لرجل الإصلاحات الخرافية "ألعبادي", وبيان ثالث لرئيس البرلمان الهمام "الجبوري", معربين عن أسفهم لعوائل الضحايا, وقد تنبه العراقيين لسرعة إصدار البيانات العراقية, لأنهم أصحاب واجب "كما يقال".
الغريب إن قبل ساعات قليلة من تفجيرات باريس, حدثت فاجعة كبرى في حي العامل, حيث جاء شخص إرهابي عفن, إلى مجلس عزاء, وهو مجهز بحزام ناسف, شديد الانفجار, فقام بتفجير نفسه القذرة, ليقتل25 شخص, في مكان صغير, مع جرح عشرات المعُزين, جريمة بحجم حادثة باريس, وقد تكون اشد, لأننا نعيش هاهنا, فنرى ونسمع ما بعد الحدث, حيث مجالس العزاء, التي ستنتشر في أحياء بغداد, بكاء يتكرر كل حين, معلنا أنشودة الحزن العراقي.

تناسى الساسة موضوع حي العامل, بل لم يكن على جدول اهتماماتهم اليومية, لأنه ببساطة, أصبح عند النخبة الحاكمة, أمر عادي جدا, فلا تهزهم مشاهد الضحايا, وفاجعة عوائلهم, ولا يهمهم بكاء الأيتام, ولا عويل الأرامل, ولا يجدونه مهما أن يزوروا عوائل الفاجعة, ولا إن يتابعوا جرحى الانفجار, ويطمئنوا على حالتهم الصحية, ففي قاموس الساسة لا قيمة للناس, والدليل تصرفهم. ببساطة يمكن التعبير عن سلوك الساسة بأنه عين النفاق, يواسون الغريب الغني, ويهملون القريب الفقير!!

مع أن ما حصل في فرنسا, هو من صنع حكومتهم, التي دعمت التي دعمت الإرهاب في سوريا, منذ عام 2011, في سبيل إسقاط الأسد, وشاركت محور أمريكا وإسرائيل وتركيا ودول الخليج, في عملية تقديم كل التسهيلات للتنظيمات الإرهابية, فكان الآلاف من المقاتلين الأوربيين, يتقاطرون عبر تركيا, للمشاركة في ذبح الشعب السوري, وألان ارتد عليها الشر, فالإرهاب لا وفاء له ولا قيم, فهل تستحق حكومة فرنسا أن نتعاطف معها ونواسيها, أم أن المساكين من أهل حي العامل, هم الأولى بالمواساة؟

عالم غريب الذي نعيشه, نخبة حاكمة غارقة في الفساد, وفاشلة لأبعد الحدود في إدارة الدولة, وشعب يقتل يوميا, ولا يجد في النهاية, حتى كلمة مواساة من حكومته, التي نافقت وبكت كثيرا, على الضحايا الفرنسيين!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك