قاسم العجرش
ثمة مفارقة أن الحديث عن الإصلاح، لم يتوقف لحظة؛ منذ أن تشكلت حكومة السيد العبادي، وكان واضحا بناءا على ذلك، أن هذه الحكومة لن يمكن لها الإستمرار، لأنها ولدت مثقلة، بإشتراطات لحظة تكليف السيد العبادي، وهي لحظات كان يقف فيها، مستقبل العملية السياسية على كف عفريت!
الغريب أن الحديث عن الإصلاح، لا يتعلق بهذه الحكومة، بل كان سمة بارزة رافقت مجمل بنائنا السياسي، الذي شرعنا به عقيب إنهاء عصر الإستبداد الصدامي، ولم يمض يوم منذ ثلاثة عشر عاما، إلا وسمعنا فيه حديثا عن الإصلاح..وهذا بالدلالة يكشف حجم الخراب، الذي تعانيه مؤسسات الدولة العراقية.
الأصوات المنادية بالإصلاح، تعلو وتخفت حسب الطقس السياسي، وفي بداية عرس الحكومة الحالية، كان المجتمع السياسي يعيش نشوة تشكيل حكومة، ولذلك خَفَت هذا الحديث، ولم نعد نسمعه إلا لماما، مع أننا جميعا نقول في أنفسنا، أن هناك ضرورات وليس ضرورة واحدة، لإجراء إصلاحات سياسي؛ ثم ما لبثت تلك الأصوات أن علت مجددا، وها هو السيد العبادي يسعى الى تغيير جلده، فما الذي جعل الأصوات المنادية بالإصلاح، تخفت وتتلاشى ثم تعود بقوة، وما هو الإصلاح المنشود؟!
هناك ضرورة للإصلاح السياسي، ومراجعة العملية السياسية ومخرجاتها، ومن المؤكد أن حلول الترقيع، لن تحقق الهدف المطلوب، إن لم تتوفر إرادة جادة للإصلاح، على محددات وطنية، ليست قابلة للمساومة والتجاذب، بين مكونات الحياة السياسية..ومن المناسب الإشارة الى أن المطلوب، ليس هو الذي يجري الآن، فالساسة يخدعون أنفسهم، إن ظنوا أن التغيير والإصلاح، هو لعبة تبديل وزراء..
تحت العنوان العام، فإننا بحاجة الى إصلاحات شاملة، وليست سياسية أو وزارية فقط، والمطلوب هو أن نُفَعِل ما يجعل الدولة أقوى مما كانت، وأكثر تماسكا، وقدرة على تحقيق تطلعاتنا وآمالنا، وأن تحدد الإصلاحات المطلوبة على وجه الدقة، وليس مجرد توجه لتغيير رؤوس الوزارات، خال من التفاصيل والاشتراطات، التي يستوجبها التغيير والإصلاح.
إن العراقيين لا يعولون على النوايا الحسنة والتوجهات العامة، فهذه لن تصنع مستقبلا، إن لم تكن معززة بأفعال مدعمة، بخبرة ومناهج عمل واقعية، وهذا ما لا يبدو متوفرا لدى السيد العبادي ورهطه!
كلام قبل السلام: نحن بحاجة لأدمغة تفكر بنا، وبنا فقط..!
سلام...
https://telegram.me/buratha