المقالات

شهيد المحراب..الشخص والمشروع / عبد الله الجيزاني

1595 08:54:01 2016-03-23

عبدالله الجيزاني              

عندما دخلت القوات البريطانية الغازية إلى العراق، عام 1920، كان أول المتصدين لها المرجعية الدينية.

 جندت الجيوش وخاضت معارك عنيفة مع القوات الغازية، ابتداء من الشعيبة في البصرة، رغم أن الحاكم العثماني، سخر كل إمكاناته طيلة فترة حكمه ضد المذهب الشيعي، لكنها ثوابت تؤمن بها المرجعية، ويرتكز عليها مذهب أهل البيت، لا تتغير مهما كان اسم وشخص وانتماء الحاكم.

ذاك الموقف كان بداية لتشخيص الشيطان وجنده، لعدوهم الحقيقي، الذي بوجوده لا يمكن تحقيق مخططات الغرب الخبيثة ضد الإسلام والمسلمين، من هناك انطلقت المؤامرات ضد المرجعية وخلص رجالها.

بعد تولي الإمام الحكيم شؤون المرجعية، ذلك الشاب الذي قاتل المحتل الانكليزي عام 1920، جند المستعمر البريطاني أدواته كلها، للنيل من مرجعية الإمام الحكيم، والدس ضدها، حتى كانت تهمة التجسس القبيحة التي أطلقت ضد نجله الشهيد محمد مهدي الحكيم، كذلك عمل على اختراق أول إطار سياسي شيعي، لتجنيده لضرب المرجعية، وهكذا كان، حيث وقف هذا التنظيم بوجه أي مشروع ناضج تحت قيادة المرجعية.

بعد رحيل الإمام الحكيم، تصدى أبنائه للشؤون العامة، تحت نظر مرجعية الإمام الخوئي، إضافة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر.

 الشهيد محمد باقر الحكيم؛ أهم شخصية في الساحة تجسد مشروع المرجعية، لذا حاول نظام البعث التخلص منه بإيحاء بريطاني؛ تارة من خلال التسقيط على لسان ذاك التنظيم، وأخرى من خلال التضييق عليه وسجنه.

 هاجر شهيد المحراب إلى سوريا، ومنها إلى الجمهورية الإسلامية، حاملا معه مشروع الأمة، الذي دفع لأجله لاحقا 63 من إخوته وأفراد أسرته، علماء وفضلاء في الحوزة الشريفة.

عاني السيد الحكيم في الغربة من نفس أبناء التنظيم، حيث دفعهم البعث إلى الجمهورية الإسلامية، بعنوان المعارضة، عملوا جهدهم ضد المرجعية ومحاولة إسقاطها في نظر الأمة، أتحد ضد السيد الحكيم، الانحراف والعمالة والبعث والمستكبر الغربي والطائفي العربي، كون سماحته يحمل مشروع المرجعية الدينية، وهو المشروع الحقيقي الذي يمكنه أن يحقق طموحات المحرومين والمهمشين وأحرار الأمة.

 كل هذا لم يمنع شهيد المحراب من الحفاظ على مشروعه بكل ثوابته؛ علاقته بالمرجعية، تصديه للعمل السياسي، خوض المعارك مع النظام، تدويل قضية الشعب العراقي، رسم علاقات متميزة مع المحيط العربي، لذا كان الرقم الأول في المعارضة العراقية، بل محور حركتها.

بعد التغيير عام 2003، عاد شهيد المحراب، يحمل معه نفس المشروع الذي هاجر معه، وضع الأسس والثوابت، افرز آليات التنفيذ، حدد خطط بناء الدولة، لكن كما في أيام المعارضة، وقف شياطين الأمس ضد كل ما خطط له، ليبقى العراق كما هو اليوم.

 رحل شهيد المحراب، وترك مشروع مازال الأول في كل شيء، متى أدركته الأمة وتمسكت به، بلا شك سينقذها من ضياعها. لكن أنى لها ذلك، وقد كثر وساد العملاء والفاشلين وأصحاب الشعار، لتخلط الأوراق، وتضيع ملامح الإنقاذ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك