المقالات

مصير الذين حكمونا منذ 2003 ولغاية اليوم؟! / قاسم العجرش

2001 2016-03-23

قاسم العجرش

    الشارع العراقي مزدحم بالقادة، وأي منا يتصور أن بإمكانه، قيادة العراق الى شواطيء الأمان، ولذلك يتردد على شفاهنا كثيرا، مقطع "لو كان الأمر بيدي، لفعلت كذا وكذا"، وهذا يعني ان قائله يتوسم بنفسه صفات القيادة.

الأسلام يطرح إنموذجا للقيادة،، مبنيا على منطلقات قرآنية، وعلى ماضينا وتراثنا، لصياغة نظرية محكمة للقيادة، تقدم الأنموذج التفويضي، المبني أساسا على نظرية الاستخلاف، التي تمثل جوهر فهم الإسلام لكيفية الحكم.

نظرية الإستخلاف تقول: أن الحاكمية له تعالى، وأن البشر مستخلفين؛ في تسيير الموارد البشرية والطبيعية، التي "إورثها" العلي القدير لهم: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ".

لا بد لنا أيضا؛ من ملاحظة النص التحفيزي، الذي تركه فينا رسولنا الأكرم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".

كل ذلك يؤدي الى توصيف محكم للمسؤولية، يفضي الى بناء نمط قيادي قائم على التفويض، وعلى حسن الرعاية، فلا تفويض بلا ضمان رعاية حسنة، لتصبح المسؤولية عقدا أخلاقيا، منوطا بحسن الأداء.

من يثبت بالتجربة أن أداءه حسن؛ يستحق التفويض، ومن لا يقدم نموذجا صالحا بالأداء، يسحب منه التفويض، ولا تكرر تجربة التفويض معه، إذ أنه فقد فرصته بسوء عمله ورداءة أداءه.

تفويض المسؤولية وفقا للمقياس الآنف، يُعَدُ من أرقى التفويضات التي عرفتها البشرية، فلا تاريخ الفرد ولا تدينه، ولا أصله أو نسبه، ولا حتى  قناعاته الشخصية، بأمور تكفي لإناطة المسؤولية به.

نعم إنها عناصر في المشهد، الذي يتيح للمكلفين "بكسر اللام"، توفير قاعدة بيانات، تؤمن لهم قناعات سليمة، تؤدي بهم؛ الى  تكليف المكلفين "بفتح اللام"، بالمسؤوليات التي يبغونها منهم.

 في نهاية الأمر يبقى حسن الأداء؛ هو المعيار النهائي في تفويض المسؤولية، أما صورة مرشح الأنتخابات؛ واقفا أو جالسا، مبتسما أو عبوسا، ببدلة أم بقميص، بخارطة العراق أم بعلمه، بربطة عنق أم بدونها، مع رئيس كتلته أو بدونها، كلها من متطلبات "مكياج" تجميل صورته في عينه هو، لا في عيون الناخبين، وغالبا ما تقدم هذه الدعاية الجدرانية؛ نتائج عكسية، فقد أزدحم مجال الرؤية أمام المتلقي، ولم يعد يرى غير ألوان، أما التفاصيل فلا يهتم بها.

الصحيح هو أن ننظر في ما قدموه، وما قدمه التنظيم السياسي الذي ينتمون اليه، ونضعه في الميزان القرآني.

 فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ..وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ!

كلام قبل السلام: جل في علاه؛ يدلنا على مصير الذين حكمونا منذ 2003 ولغاية اليوم، فقد خفت موازينهم:{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ*!

 سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك